يفاقم إغلاق معبر رفح الحدودي المستمر منذ ما يزيد على ثمانين يومًا من قبل السلطات المصرية، من معاناة المواطنين في قطاع غزة الراغبين بالسفر لحاجات إنسانية، سيما المرضى وأصحاب الإقامات الأجنبية، وذلك بحسب مدير المعبر هشام عدوان.
وقال عدوان لصحيفة "فلسطين" أمس: إن إغلاق المعبر لفترات طويلة بشكل مشابه للحالة الحاصلة حاليًا، يزيد من معاناة المواطنين، ويزيد من الأزمة الإنسانية تعقيدًا، مشيرًا إلى أن حالتين كانتا مسجلتين ضمن قوائم المرضى، توفيتا نتيجة عدم تمكنهما من السفر خلال فترة إغلاق المعبر الجارية.
وأكد أن إغلاق المعبر كان تأثيره الأقوى على فئة المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة كالسرطانات وزراعة الكلى والكبد، والذين يتلقون علاجهم في مستشفيات خارج القطاع، ولا تسمح لهم سلطات الاحتلال بالعلاج في مشافيها.
ولفت عدوان إلى أن 5 آلاف مريض غزة، ينتظرون يوميًا بارقة أمل تتعلق في خبر فتح معبر رفح للسفر وتلقي العلاج، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية بغزة تولي اهتمامًا كبيرًا بهذه الشريحة فيما يتعلق بتسجيلهم للسفر وإيجادهم على رأس المغادرين في حال فتح المعبر، كون عدم سفرهم يعني موتهم.
وأضاف: "إذا استمر إغلاق معبر رفح فترات أطول سنشهد تفاقمًا أكبر لوضع كل الشرائح المسجلة للسفر والتي تزيد أعدادها على 20 ألف حالة"، مشددًا على أن تسجيل ذوي الحالات الإنسانية مرشح للزيادة في ظل الوضع القائم.
ونبه عدوان على أن فئات المرضى ليست الوحيدة التي ينعكس عليها إغلاق معبر رفح سلبًا، إذ إن أصحاب الإقامات في الدول الخارجية، مهددون بالفصل من أعمالهم، وفقدان أبنائهم مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات، عوضًا عن وجود شرائح أخرى "متضررة ومرشحة للتضرر" كالزوجات العالقات.
وبين أن معبر رفح لم يفتح منذ أكثر من 80 يومًا إلا مرة واحدة، عاد عبرها العالقون من الجانب المصري لقطاع غزة، وأن الاتصال مع الجانب المصري في المعبر يتم في نطاق ضيق، لافتًا إلى أن الجانب الفلسطيني ينقل رسائل عبر المنسقين في المعبر للجانب المصري لفتح المعبر، وتوضيح آثار إغلاقه على مناحي الحياة في القطاع.
ويعد معبر رفح البوابة الوحيدة التي يتنفس بها مليونا مواطن في قطاع غزة ومحطة عبور للعالم الخارجي، وذلك في ظل إغلاق سلطات الاحتلال لمعابرها مع القطاع وإحكامها لحالة الحصار منذ أكثر من 10 سنوات.