فلسطين أون لاين

الثقوب السوداء... احتمال أن نكون مجرّد وهم

...

في إبريل/نيسان من عام 2019، غطّت صورة واحدة الصفحات الرئيسية في صحف العالم، هي أول صورة لثقب أسود. استهلكت جهود أكثر من 200 باحث وباحثة عملوا لأكثر من عقد، بالاستعانة بثمانية تلسكوبات حول العالم، من أجل إنتاج صورة ثقب أسود يبعد 55 مليون سنة ضوئية عن كوكب الأرض.

في الفيلم الوثائقي الجديد، "الثقوب السوداء: حدود معرفتنا" (Black Holes: The Edge of All We Know)، الذي تبثه منصة نتفليكس، نتعرف أكثر إلى الثقب الأسود في الصورة، وعلى منظار أفق الحدث، ومجموعة من العلماء والباحثين، والتكنولوجيا التي طوروها خصيصًا لهذه المهمة.
بالتوازي مع قصة أول صورة لثقب أسود، يتتبع المخرج والمختص بتاريخ العلوم بيتر غاليسون فريقًا آخر من العلماء، يضم كلاً من آندرو ستومينغر، ومالكوم بيري، وساشا هاكو، أثناء مشاركتهم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ في آخر عمل له قبل رحيله.

الأسئلة التي يحاول هوكينغ وزملاؤه الإجابة عنها، تتعلق بمعضلة ضياع المعلومات في الثقب الأسود. العمل هنا رياضي بحت، يصعب على المخرج تصويره بشكل شيق لجمهور غير مختص. فترجح في الوثائقي كفة العلاقة الشخصية التي جمعت العلماء بعضهم ببعض، وبهوكينغ خاصة، الذي يظهر في آخر مشاهد مصورة له، وهو يتفاعل مع زملائه بكلمات قليلة.
ظهرت معضلة ضياع المعلومات في الثقب الأسود، (The Black Hole Information Paradox)، في سبعينيات القرن الماضي، عندما استعمل هوكينغ ميكانيكا الكم ليبيّن أن الثقوب السوداء تشع، وسُمي هذا الإشعاع بإشعاع هوكينغ. المعروف عن الثقوب السوداء أنه لا يمكن لأي شيء الإفلات منها، بما في ذلك أشعة الضوء.

لكن إشعاع هوكينغ يُبين أن هناك جسيمات تخرج من الثقب الأسود على شكل حرارة. هذا الإشعاع الحراري البطيء سيتسبب في تضاؤل الثقب الأسود حتى يتبخر كليًا، ويختفي في النهاية، وتختفي معه كل المعلومات عن الحالة الفيزيائية لكل ما ابتلعه الثقب من قبل.

المصدر / مواقع إلكترونية