فلسطين أون لاين

"مي عفانة".. دكتورة "صحة نفسية" قتلها الاحتلال بدم بارد بالقدس

...
الشهيدة مي عفانة (أرشيف)
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

"يا صغيري دمعتك أطهر من ماء زمزم.. نحن شعب نرفض أن يقال عنا لاجئين ونازحين، هي عيشة واحدة.. إما بكرامة وإما أعدمونا وهدموا البيوت فوق رؤوسنا، سوف ننجب الأطفال حتى لو علمنا أنهم شهداء في المستقبل، سوف نُدرِّس الكرامة للعالم أجمع"، كانت هذه الكلمات آخر ما كتبته الشهيدة مي عفانة عبر صفحتها على "فيسبوك" تعليقاً على صورة طفل مصاب.

وارتقت الشهيدة مي عفانة (29 عاماً) التي تنحدر من بلدة "أبو ديس" أمس، عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليها قرب قرية "حزما" شمالي القدس المحتلة، بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس وطعن مزدوجة.

ومنذ انتفاضة القدس التي اندلعت شرارتها عام 2015، يواصل الفلسطينيون تنفيذ عمليات فردية بطولية، رداً على جرائم الاحتلال التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

والشهيدة الفلسطينية مي عفانة حاصلة على درجة الدكتوراة بالصحة النفسية، من جامعة مؤتة في الأردن، بحسب تعريفها عن نفسها في صفحتها على "فيسبوك".

وضّجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات رداً على جريمة قوات الاحتلال ضد الشهيدة مي عفانة، إذ غرّدت الناشطة رؤى عبر موقع "تويتر" بعدما أرفقت صورة للشهيدة مي عفانة، "كانت رايحة على الدكتور لأنه طلع عندها سرطان، ولما خربشت بالطريق ونزلت تشوف وين دخلت طخوها (جيش الاحتلال)".

كما غرّد الناشط "معتز أبو ريدة" عبر "تويتر" معلقا على استشهاد "عفانة": "سلام لروحك في الخالدين".

أما الناشطة "ربى" فقد كتبت أيضاً: "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين، المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درساً صغيراً للعيون الحية".

في حين يقول عم الشهيدة، هاني عفانة: إن جهاز مخابرات الاحتلال أبلغنا باستشهاد "مي"، بزعم تنفيذها عملية طعن".

وأضاف عفانة خلال فيديو قصير، أن "جيش الاحتلال استدعى والدها للتحقيق، من أجل ممارسة الاستفزاز والمضايقة ضده"، نافياً وجود أي معلومات رسمية حول طبيعة استشهاد "مي".

وأوضح أن ما ورد للعائلة هو "دخول "مي" في طريق بالخطأ دون علم مسبق عنه لكونه جديدًا، وهناك اغتيلت".

إرهاب منظم

وشددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أن إعدام الاحتلال الشابة عفانة، يبرهن مجددا على وحشية الاحتلال ودمويته.

وقال الناطق باسم حركة "حماس"، د. عبد اللطيف القانوع، في تصريح: إن إعدام الاحتلال الفتاة عفانة، يتطلب مواجهته بتفعيل المقاومة بكل أدواتها في الضفة الغربية وإطلاق يد الشباب الثائر ووقف كل أشكال ملاحقتهم للتصدي لجرائم الاحتلال.

في السياق، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن جريمة إعدام قوات الاحتلال الدكتورة مي عفانة ما هي إلا إرهاب منظم، وعدوان واضح، يكشف النيات القبيحة للاحتلال الذي لا يفتأ يمعن بأبناء شعبنا ويستهتر بدمائهم، ويطلق النار عليهم دون أي رادع.

وقالت الحركة في بيان لها:" لقد نفد صبر شعبنا، وأظهرت كل التجارب والوقائع أن العالم الظالم ومؤسساته لن تلتفت لمعاناة شعبنا إلا إذا أشعل الانتفاضة والمواجهة في وجه هذا الاحتلال الغاصب".

وبينت أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإطلاق النار على الدكتورة عفانة، بل واصلت جريمتها المنظمة، وتركتها تنزف حتى الموت، بعد أن منعت تقديم الإسعاف لها.

ونعت الحركة في بيانها الشهيدة عفانة، مؤكدة أنه ما من سبيل لردع ومحاسبة الاحتلال على هذه الجريمة البشعة، وغيرها من الجرائم سوى بالمقاومة وإشعال ساحات المواجهة والعمل الفدائي لاقتلاع الحواجز والاستيطان الذي بسببه تسفك الدماء وتنتهك الحرمات.

بدورها، دانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جريمة الإعدام الميدانية الإسرائيلية بحق الشابة "عفانة"، مؤكدة أنها جريمة ممنهجة وترقى لجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.

وأشادت الجبهة بوحدة الحركة الشعبية الفلسطينية واحتضانها للمقاومة التي أرغمت دولة الاحتلال على تقزيم ما تسمى "مسيرة الأعلام" الصهيونية واختصارها.

ودعت إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، والتسريع بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية عملاً بمخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، رداً على الجريمة الإسرائيلية البشعة وغيرها من الجرائم اليومية المتواصلة بحق أبناء شعبنا.

في حين وصفت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جريمة إعدام الفتاة عفانة بدم بارد وبكل خسة ونذالة، بأنها إرهاب دولة وجريمة مكتملة الأركان، تستوجب الرد.

واعتبرت الجبهة في بيان لها، أنّ استمرار الاحتلال المجرم في استهدافه أبناء شعبنا تعكس طابعه الفاشي الإجرامي، واستخفافه بكل القوانين والمواثيق الدوليّة، مستفيدًا من حالة الصمت الدوليّة، والتطبيع والتنسيق الأمني.

وشددت الجبهة على أنّ الرد على جرائم الاحتلال ومنها هذه الجريمة يستوجب تصعيد المقاومة وتوسيع دوائر الاشتباك معه، وتشكيل القيادة الوطنية الموحّدة، ولجان الحماية الشعبيّة التي يقع ضمن مهامها التصدي لجرائم الاحتلال وجنوده على حواجز الموت.

وختمت الجبهة بيانها، مُؤكدةً أنّ شعبنا ومقاومته لن يسمحا باستمرار استباحة الدم الفلسطيني دون رد، وهذا ما أكدته معركة سيف القدس وانتصار المقاومة.