في أوقات العدوان تزداد المهام، والمسؤولية لتأديتها، حتى مع الخطر المحتمل من طائرات الاحتلال وصواريخه، على مقدمي الخدمات للمواطنين، ومنهم محسن أبو حطب الموظف في بلدية غزة.
موظفو البلدية كانوا على أهبة الاستعداد لأي مهمة تستدعي إنجازها، فإن قصف الاحتلال طريقا تتوجه الآليات لردمها وفتحها، وإن دمر الأبراج والعمارات تدافعت لإزالة ركامها، وكل ذلك لتسهيل المرور في الطرق لسيارات الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذ أرواح المواطنين.
أبو حطب مفتش آليات كان في ميدان العمل خلال العدوان منذ الساعات الأولى، فقد وضعت البلدية خطة طوارئ بدأ تنفيذها منذ أول غارة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة، ليستقبل الموظفون الإشارات المستعجلة والطارئة.
مهام جسام كانت ملقاة على عاتق موظفي البلدية، ومن ضمنهم أبو حطب الذي لم يعد لمنزله خلال فترة العدوان إلا لثلاث ساعات ليودع أقاربه من عائلة أبو حطب التي ارتقى منها 10 شهداء في استهداف لمنزلهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وداع ودفن الشهداء وتقبل التعازي لم يستغرق سوى ثلاث ساعات عاد بعدها أبو حطب لعمله في لجنة الطوارئ في البلدية، ليكون في الميدان من جديد، قائلا لصحيفة "فلسطين": إن في ذلك صورة تعكس إيمانه الشديد بأهمية عمله والرسالة التي يجب تأديتها للحفاظ على أرواح أهالي القطاع.
استمر أبو حطب مع العشرات من عمال البلدية في أداء عملهم في إصلاح الطرق، وخطوط المياه المدمرة، بالإضافة إلى طمر الحفر وفتح الطرق أمام الإسعاف والدفاع المدني وإزالة الركام من قصف البيوت والأبراج والمؤسسات وتجهيز الآليات بالرمل لتكون جاهزة لطمر الحفر.
يقول:" خلال العدوان قصف الاحتلال الإسرائيلي ثلاث طرق حيوية هي: الثورة، والوحدة، وعمر المختار، وهي أهم ثلاثة شوارع تؤدي لأكبر مستشفى في القطاع وهو مستشفى الشفاء وهذا ألقى مهمة كبيرة على البلدية".
ويضيف:" كان ضرورياً فتح الطرق خاصة شارع الوحدة الطريق الرئيس المؤدي لمستشفى الشفاء، والذي استُهدف بـ18 صاروخا، وهو ما ألحق دماراً كبيراً به، ولكن البلدية عملت على مدار اللحظة بالآليات والقلابات لطمر الحفر بعد استهدافها مباشرة".
يختم أبو حطب حديثه: "ما نقوم به واجب وطني وأخلاقي ومهمة إنسانية لا ننتظر عليه أجراً أو ثواباً إلا من الله، وهذا مجال عملنا وما بيدنا نقوم به لخدمة البلد، فإن لم نقم نحن بخدمة بلدنا فمن سيؤدي هذه المهمة؟".