فلسطين أون لاين

سماح.. شاهدةٌ على مجزرة "الطناني" لا تُصدِّقُ أنها ما زالت تتنفس

...
انتشال الشهداء من المنطقة
غزة/ ريما عبد القادر:

كل ما استطاعت أن تحصل عليه سماح المدهون من إجابة عن: "ما الذي يحدث؟" هو صوت زوجها وهو يقول لها "انزلي بسرعة" الأمر الذي جعلها تندفع بسرعة كبيرة وهي تحمل طفلتها على درج المنزل بحالة خوف شديدة من هول الانفجار الذي حدث حينما قصف الاحتلال منطقة الشيخ زايد شمال قطاع غزة بصواريخ متتالية غيرت ملامحها لتجعل العديد من المباني السكانية بمستوى سطح الأرض.

الصدمة كانت واضحة على ملامح سماح (26 عاما) وهي تتحدث مع مراسلة صحيفة "فلسطين" عن الرعب الذي عايشته مع عائلتها، فهي لم تصدق أنها ما زالت على قيد الحياة.

وتقول بعد أن أخذت نفسًا عميقًا يوحي بهول الأمر الذي حدث معها: "كنت في بيتي في الطابق الخامس مقابل برج أبو صفية الذي قصفه الاحتلال، سمعت صوت القصف فشعرت بخوف كبير فصرت أنادي على زوجي وما سمعت منه إلا قوله لي انزلي بسرعة فمباشرة نزلت الدرج وأنا أحمل طفلتي كنت خائفة لا أعلم ما الذي حدث وبمجرد أن نزلت حتى قصف البرج بـأكمله والعديد من المنازل".

وتتابع بتأثر من هول الجريمة الاحتلالية: "كان صوت الصواريخ مرعبا جدًا فكنت أردد الشهادة فقد شعرت أنني قريبة جدًا من الموت خاصة أن منزلي تدمر بشكل كبير".

وتوضح أن قدرة الله تعالى كانت فوق كل شيء بأنها ما زالت على قيد الحياة، إلا أن المشهد كان فظيعا حيث الشهداء من حولها لعائلة الطناني كانت الجثث مختلفة الأحجام ومن بينهم أربعة أطفال فكان الأمر قاسيا للغاية.

واستشهد ستة من عائلة الطناني من جراء قصف المنزل عليهم في أول يوم من العيد وهم: رأفت (39 عاما)، وزوجته الحامل راوية (37 عاما)، والأطفال: إسماعيل، وأمير، وأدهم، ومحمد.

صمتت قليلًا وهي في ذهول كبير كان مسيطر عليها لهول ما حدث وأخذت تردد :"دمار كبير لا أستطيع الوصف ...دمار كبير ...".

وتتابع في حديثها المتقطع: "خلال عمري كله لم أرَ مثل هذا الدمار الكبير... المنطقة كلها في أقل من ربع ساعة أصبحت رمادا، جثث الشهداء من حولنا في المكان...لم أعد أسمع صوتا لجيراني فقد  رحلوا جميعًا، أصبحوا جثثا يتم انتشالهم من تحت الركام لم أعد أسمع صوت الأطفال أصبحوا جثثا هامدة تغطيهم الدماء....".

كانت عيناها تتحدثان أكثر من كلماتها فهي ما زالت غير مصدقة بأنها ما زالت حية وأن طفلتها وزوجها بخير فكانت تردد بكلماتها الحزينة: "ربع ساعة كانت عمرا كاملا بالنسبة لي.. لا أستطيع الحديث أكثر...".