كشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ماهر عبيد، النقاب عن اتصالات وإجراءات من قبل الحكومة القطرية مع السلطة في رام الله؛ لبحث الإجراءات العقابية التي فرضها رئيس حركة "فتح" محمود عباس ضد قطاع غزة، بهدف "فكفكتها وحلحلتها"، لافتا إلى أن لقاء قريبا سيعقد بين حركتي "حماس" و"فتح" قريبا، لحل الأمور، والعودة لمسار المصالحة، وفق الاتفاقات التي عقدتها الحركتان خلال السنوات السابقة.
وقال عبيد في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أمس، "إن عباس وصل لقناعة، بعد فرض العقوبات، أنه لا يستطيع الاستمرار بتلك الإجراءات ضد غزة؛ لأنه لم يجد دعما لخطته وبرنامجه من الإقليم، خاصة بعد تآكل شعبيته فضلا عن السخط الشعبي والفصائلي عليه، بعد تلك الخطوات التي اتخذها، لذلك يريد النزول عن الشجرة "، وتمم "بدأنا بتفكيك حلقات التهديدات الأخيرة".
وأضاف عبيد: "هناك إرادة حقيقية قطرية للتخفيف من واقع الأزمات في القطاع، والتي يعمل عليها السفير القطري بغزة محمد العمادي للإعمار، وتخفيف آثار الحصار وحل بعض القضايا والمشاكل العالقة".
وأكد أن حركته تتمتع بعلاقات متينة مع دولة قطر، ودولة تركيا، وأن هناك نوعا من الصداقة والتعاون لصالح الشعب الفلسطيني والقضية العربية، كاشفا في الوقت ذاته، عن لقاء عقد في قطاع غزة، بين حماس والسفير التركي قبل نحو أسبوع لمعالجة قضية الكهرباء واحتياجات القطاع، والتي رفعها السفير بدوره للمسؤولين الأتراك.
واستدرك عبيد أن "الاحتياجات والمطالب ذاتها قدمتها حماس خلال زياراتها السابقة لتركيا، إلا أن هناك معوقات مختلفة بحاجة لمزيد من الوقت لتجاوزها".
تطمينات عربية
وأشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى وجود اتصالات وتطمينات من أطراف عربية عديدة بأشكال مختلفة، أنها لا تؤيد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف بها حركة حماس بأنها "إرهابية" خلال القمة العربية الإسلامية التي عقدت بالرياض، مؤخرا.
وقال إن: "التطمينات العربية تنص أن التصريحات خرجت عن الرئيس الأمريكي وحده فقط، وليست قرارات عربية .. هذه المواقف المعلنة من معظم الدول العربية، إضافة لرفضها لأي خطوات ضد المقاومة والقطاع".
وأضاف عبيد: "أمريكا أدرجت حماس على قائمة الإرهاب منذ فترة طويلة وليس في عهد ترامب .. جميع الرؤساء الأمريكان السابقين تعاملوا مع حماس بهذا المعيار .. الأمر ليس جديدا، ولكن الجديد أن الرئيس الأمريكي وصف حماس بأنها "إرهابية " بين جمع كبير من الزعماء العرب، وكرر الوصف وأكد عليه، في المقابل لم يعقب الزعماء العرب بما فيهم محمود عباس".
واستدرك: "لكن البيانات الختامية التي صدرت عن مؤتمرات القمم الثلاث الخليجية والعربية والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، لم تذكر أي شيء يتعلق بحماس".
وأشار إلى أن المنطقة ذاهبة نحو "جو جديد ومحاور وتوجهات سياسية جديدة لدى بعض الدول العربية؛ لأن أولويات توجهات أمريكا للمرحلة الحالية صناعة عدو جديد للأمة العربية غير (إسرائيل)، فتدفع لسباق التسلح لتفتح أبوابا جديدة لهذا الصراع الذي ليس لمواجهة الاحتلال".
وحذر القيادي في حركة حماس، من إنشاء حلف شرق أوسطي قد يكون الاحتلال جزءًا منه، مؤكدا أن حركته تنظر إلى ذلك بعين الخطورة، لأن التوجه للتطبيع مع الاحتلال يناقض "المبادرة العربية" التي تتمسك بها الدول العربية وتقوم على انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، لفتح الأبواب لعلاقة طبيعية بين الاحتلال والدول العربية.
وأردف في حديثه: "أمريكا والاحتلال يريدان من الدول العربية عكس المبادرة بحدوث التطبيع أولا؛ لأن الاحتلال يريد التقاط ثمرة الوضع السياسي بالمنطقة".
وأكد عبيد أن حماس جزء مهم في المعادلة الإقليمية والفلسطينية وكل محاولات تخطيها واستثنائها باءت بالفشل، مشيرا لوجود لقاءات واتصالات بين حماس والأطراف العربية المختلفة بشكل أو بآخر؛ لأن حركته معنية بعلاقات متينة مع كل الدول العربية لصالح القضية والمقاومة الفلسطينية.
كما أكد أن حركته لا تتدخل بقضايا الحكومات والشعوب العربية، "وإن كانت تعلن أنها مع حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وأن تتمتع بحياة كريمة بكل مستوياتها".
ولفت عبيد إلى عقد مؤتمر قمة "شرم الشيخ" بمصر عام 1996 لمحاربة حماس وحدها، على ضوء عمليات المقاومة التي كانت قائمة في تلك الفترة، إلا أن "شرم الشيخ مضت وبقيت حماس وتوسعت وتجذرت".
ونوه عضو المكتب السياسي إلى أن أمريكا بعد قمة "شرم الشيخ" اتخذت خطوات عديدة، لتجفيف المنابع ومنع نقل الأموال لحماس، وغيرها من الإجراءات، إلا أن أبوابا جديدة فتحت أمام حركته.
وشدد أن القضية الفلسطينية هي الأولى والأساسية للأمة العربية وإن أي محاولات للمساس بها سترتد أولا على الدول العربية ذاتها.