قائمة الموقع

الشابة عبير الهركلي.. كأنّ همًّا واحدًا لا يكفيها

2021-06-12T09:41:00+03:00
untitled.pngsafd.png

لم يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف أي فلسطيني في عدوانه على قطاع غزة، فهاجم كل ساكن ومتحرك، الإنسان والشجر والحجر، وقد طالت صواريخه سيارة كهربائية متوقفة على أحد الأرصفة تعود للشابة عبير الهركلي من الأشخاص ذوي الإعاقة، ليعرقل حركتها كاملة، وهي التي تعدها كل شيء في حياتها لاعتمادها الكلي عليها.

الشابة العشرينية عبير التي تسكن في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وتعاني إعاقة حركية منذ الولادة؛ عملت وأهلها بكل ما بوسعهم لتدمج في المجتمع، ولتتمكن من ممارسة حياتها دون الاعتماد على الآخرين، ولكن جريمة الاحتلال بقصف سيارتها الكهربائية جعلتها تعود للمربع الأول.

عبير تقول لصحيفة "فلسطين": "تدمير سيارتي الكهربائية جعلني أعيش بعزلة عن الناس، ولا أتمكن من ممارسة حياتي الطبيعية".

وعبير ناشطة مجتمعية في مجال الإعاقة، ولاعبة رياضية، ولديها فريق لتعليم الدبكة على الكراسي المتحركة، وآخر للكشافة، كما أنها أمينة سر في نادٍ لذوي الإعاقة، ولها أنشطة أخرى تخص ذوي الإعاقة حرمت متابعتها بفعل تعطل السيارة الكهربائية.

بصوت حزين وبائس تضيف: "السيارة الكهربائية كل شيء بحياتي، لولا وجودها معي في المدة الماضية لكنت حبيسة المنزل، لا أحد يعرف عني شيئًا، وما كنت أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ودونها سأحرم الكثير من الحقوق، فكنت فيها أذهب للمطالبة بحقوقي المسلوبة".

تتنهد لتتابع حديثها: "السيارة هي الركن الأساسي في حياتي، خاصة أنني أسكن في منطقة (محاذية للسياج الاحتلالي الفاصل) بعيدة عن الشارع الرئيس، ولو أردت استقلال سيارة أجرة فسأتكبد مشقة كبيرة، فالشوارع رملية وغير مهيأة للكراسي المتحركة، وأحتاج إلى شخص آخر يساعدني، فاعتمادي على السيارة كليًّا، واليوم حياتي أصيبت بالشلل مرة أخرى لا أعرف الخروج من البيت".

مشاعر الحزن التي سيطرت عليها لفقدانها سيارتها الكهربائية بدت كما لو أنها فقدت فردًا من أفراد عائلتها: "سيارتي غالية جدًّا علي، لكونها تساعدني على الاندماج في المجتمع، ودونها لن يعرف المجتمع شيئًا عني".

وتوضح عبير أنها عرضتها على مختصين لمحاولة إصلاحها، لكن لا أمل بسبب العمل عليها منذ مدة طويلة، والمؤلم أنه في عدوان سابق فقدت سيارتها باستهداف مباشر، وبصعوبة حصلت على السيارة الحالية.

اليوم هي حبيسة جدران البيت، لا تخرج منه إلا للضرورة القصوى، وبطلب سيارة أجرة، وهو ما لا يتحمله الوضع المالي الخاص بها.

"حياتي توقفت ونفسيتي متعبة جدًّا"، لذلك توجه عبير رسالتها للاحتلال الإسرائيلي الذي وصفته بأعمى العينين والأهداف لا يعرف أين يصب جام صواريخه: "أنت من تستهدف المدنيين وتقتل أحلامنا وذكرياتنا وكل شيء جميل في حياتنا، هل هذا هو هدفك؟! ولكن رغم ذلك نحن نحب الحياة ولن تكسر إرادتنا، سنلملم جراحنا ونتعافى كما المرات الماضية".

عبير ليست الوحيدة التي طالتها أسلحة الاحتلال الفتاكة وما زالت تعاني آثارها حتى اليوم، فهناك 3000 نازح من الأشخاص ذوي الإعاقة، وما يقارب 100 جريح تسبب لهم الاحتلال بإعاقات دائمة، وأربعة شهداء، وفقًا لإفادة مؤسسات معنية بذوي الإعاقة.

اخبار ذات صلة