بعد الحديث الأمريكي الرسمي عن نيتها إعادة مساعداتها المالية المقدمة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في إثر قطعها من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فرضت الإدارة الجديدة شروطًا جديدة لعودة تلك المساعدات.
وربطت إدارة جو بايدن عودة المساعدات الأمريكية لـ"أونروا" فيما أسمته "إصلاح التعليم" في المناهج الدراسية التابعة للوكالة من أجل إعادة تمويلها.
وقال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، أنّ إدارة بايدن ستمول "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا" بشرط "إصلاح التعليم المناهض لـ(إسرائيل) واليهود" على حد قوله.
وأضاف بلينكن أمام لجنتي الاعتمادات في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي بشأن طلبات ميزانية وزارة الخارجية للسنة المالية 2022، أن وزارة الخارجية ستبحث بعناية شديدة في الآليات التي تقول (أونروا) إنها موجودة من أجل معالجة المواد التعليمية، والتي اكتُشفت من خلال مراجعة يناير 2021 من قبل معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se) الذي يراقب محتوى الكتب المدرسية.
في المقابل، أكد مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، أن الولايات المتحدة بدأت تستخدم مبلغ الـ150 مليون دولار الذي ستقدمه لـ"أونروا" كورقة مقايضة وابتزاز لموقف تضغط على الوكالة الدولية للالتزام به.
وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "من المعروف أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لا يوجد لديها أي صلاحية لوضع مناهج دراسية لطلبتها في مدارسها، ولكن تتبع مناهج الدول المستضيفة".
وأضاف: "المستهدف حالياً في المناهج هي مناهج دراسية للطلبة اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، أي المناطق التي تقع تحت الاحتلال، وتريد الولايات المتحدة كما تدعي تدريس التسامح ولكن كيف لطالب قتلت عائلته ويتم الحديث عن التسامح".
وأوضح هويدي أن هناك تشكيكًا في نزاهة الوكالة ومحاصرة الشعب الفلسطيني ونزع الهوية الفلسطينية من خلال الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة.
ولفت أن الولايات المتحدة تتحدث أيضا عن إزالة العلم الفلسطيني من داخل مدارس "أونروا" بدعوة أنه يخالف الحيادية، ولكن لا حيادية مع الاحتلال.
وأشار إلى أن وجود وكالة الغوث يعد عاملًا إنسانيًا مهمًا لتوفير الاحتياجات لأكثر من ستة مليون لاجئ فلسطيني على مستوى عمليات "أونروا" الخمس".
من جهته، أكد المختص في شؤون اللاجئين، جمال أبو حبل، أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، تمارسان منذ مدة طويلة ضغوطًا من أجل تغيير المناهج الدراسية التي تُدرَّس للطلبة اللاجئين في مدارس "الأونروا".
وقال أبو حبل لصحيفة "فلسطين": "الولايات المتحدة من خلال اشتراطها إعادة المساعدات المالية لوكالة الغوث مقابل تغيير المناهج الدراسية يهدف إلى تغييب اللاجئ الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية عن قضيته".
وأضاف: "الولايات المتحدة لم تتدخل في الثقافة الإسرائيلية التي تزرع الحقد والكراهية في عقول الإسرائيليين، أو السلام الوطني الإسرائيلي الدي يدعو لقتل المواطن العرب، وتريد تغيير المناهج الفلسطينية".
وحذر أبو حبل السلطة و"أونروا" من الرضوخ للاشتراطات الأمريكية والإسرائيلي، وتغيير المناهج الدراسية المقدمة للطلبة اللاجئين، خاصة أن من يضع المناهج الدراسية هي وزارة التربية والتعليم التي سبق وأن غيرت بعض المناهج.