أكد المحامي الناشط الحقوقي خالد زبارقة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس "تضييقًا سلطويًّا ممنهجًا" على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، لا سميا في "المدن المختلطة".
وقال زبارقة في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال اعتقل قرابة ألفين من أبناء الداخل لا لسبب إلا أنهم أرادوا الدفاع عن حقهم ووجودهم وأنفسهم من الاعتداءات الممنهجة لقطعان المستوطنين، الذين هجموا على الناس بشكل منفلت في كل الأحداث الأخيرة".
وأشار إلى أن الاحتلال يلفق التهم ويفرض غرامات باهظة على المعتقلين الذين يخضعون لتحقيق قاسٍ، لمحاولة إخضاع الشعب الفلسطيني وقمعه وتهديده بكل ما أوتوا من قوة، لأنهم يرون أن مجرد الهبة الشعبية لفلسطينيي الداخل خارجة عن حساباتهم.
وأضاف زبارقة: "فهم يمارسون الكثير من الإجراءات التي تقيد حرية المعتقلين بالإبعاد عن منازلهم أو الحبس المنزلي وغيرهما، وحتى الآن لم يتضح أين سيوضع المعتقلون؛ فالأمر يتضح بعد تسليم لوائح الاتهام".
وبين أن لوائح الاتهام التي لُفقت للمعتقلين شملت الاعتداء على المستوطنين وشرطة الاحتلال، والتحريض والمشاركة في المواجهات والتظاهرات، والمعتقلون بالأساس إما شباب أو قيادات مجتمعية وسياسية.
وقال زبارقة: "الأصل أن تحمي شرطة الاحتلال التظاهرات التي قام بها فلسطينيو الداخل، لأن كل مجتمع له الحق أن يقوم بتظاهرات واحتجاجات على شيء يشعر أن به مساسًا بحقوقه؛ فما بالك لو كان مساسًا بالمقدسات والمسجد الأقصى؟!".
وأضاف: "فهذه جرائم إسرائيلية وما قام شعبنا به هو أقل القليل للوقوف والاحتجاج عليها، فكل الإجراءات الإسرائيلية الحالية هي من أجل إخضاع شعبنا الفلسطيني الذي يريدون تحويله إلى عبيد لا يوجد لهم أي تطلعات وطنية أو قومية أو دينية".
وأعرب المحامي الفلسطيني عن اعتقاده بأن الاحتلال يريد فصل فلسطينيي الداخل عن محيطهم الفلسطيني، مستدركًا بالقول: "لكننا قمنا بما يمليه علينا ضميرنا الإنساني والديني، بواجبنا بالاحتجاج على إجراءات الاحتلال بحق أبناء شعبنا".
ولفت زبارقة إلى أن شرطة الاحتلال أطلقت العنان للمستوطنين الذين تربوا على "العنف والإرهاب" في مستوطنات الاحتلال، واصفًا إياهم بأنهم مجموعات إرهابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وقال: "هم أرادوا تأديبنا باستخدام هذه المجموعات، لكن هذه السياسة فشلت فشلًا ذريعًا؛ فخرج الاحتلال مطأطئ الرأس من تلك المواجهات".
وأضاف: "بعد فشلهم في سياساتهم تجاه شعبنا بالقدس والضفة وغزة يريدون تحميل فلسطينيي الداخل وزر هذا الفشل، ولذلك كل ممارساتهم التي يقومون بها حاليًّا هي بهدف إعادة الهيبة للأطر الرسمية الإسرائيلية".
وتوقع زبارقة ألا تتوقف الأمور عند هذا الحد، فبدل أن تعتذر (إسرائيل) عن سياساتها تجاه المجتمع العربي في السنوات الماضية، وتتوقف عن المساس بحقوق الناس؛ تمعن في سياساتها العنصرية، لكنها ستفشل -برأيه- في سياساتها القادمة كما فشلت في الهبة السابقة.
وعبر عن اعتقاده أن الهبة الشعبية الأخيرة بالداخل لن تتوقف، فسياسات الاحتلال تنذر بمزيد من التصعيد بحق الوجود العربي في (إسرائيل)، لذلك ما زالت هناك اعتقالات ومداهمات للبيوت واعتداء على الناس الآمنين.