قائمة الموقع

زحالقة: الهبَّة الفلسطينية الشاملة حقَّقت معادلة ردع جديدة للاحتلال

2021-06-06T10:34:00+03:00
د. جمال زحالقة رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل المحتل (أرشيف)

أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل المحتل، د. جمال زحالقة، أن الهبة الشعبية الفلسطينية الشاملة حققت معادلة ردع جديدة للاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ مخططاتها التهويدية بحق القدس المحتلة والمسجد الأقصى.

وقال زحالقة في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن "أقدم الاحتلال على العودة لتنفيذ مخططاته في مدينة القدس فإن ما رأيناه بالهبة الشعبية الأخيرة هو جزء بسيط مما سيحصل، وهذا سيؤدي حتما إلى اندلاع هبة شعبية وانتفاضة أقوى بكثير من التي حدثت".

"معادلة الردع"

وشدد على أن ردة الفعل الفلسطينية الشاملة سواء بالمقاومة في غزة أو الانتفاضة الشعبية في بقية المناطق الفلسطينية، ستجعل (إسرائيل) بأجهزتها الأمنية والسياسية تفكر مليا قبل الإقدام على أي خطوة باتجاه مدينة القدس خشية من تفجر الأوضاع.

وبين أن "معادلة الردع" ستجعل الاحتلال يهتم جدا بأي انعكاسات على قراراته تجاه القدس في غزة والضفة والداخل المحتل، بعدما رأى الحراك الموحد لشعبنا بطريقته وأسلوبه، في وحدة موضوعية غير مخطط لها مسبقًا.

وأشار إلى أن الاحتلال يواصل استخدام سياسة "العصا والجزرة" بحق فلسطينيي الداخل، والتي يتبعها معهم منذ عشرات السنين، لا سميا بعد الهبة الجماهيرية الأخيرة، لافتًا إلى عمليات القمع لتخويف الناس، إذ اعتقلت قرابة ألفي فلسطيني وفرضت غرامات باهظة.

وأضاف: "وهناك تلفيق تهم للمعتقلين في محاولة مكشوفة بأنها انتقام سياسي لا علاقة لها بالقانون ومحاولة لكي الوعي وتخويف الناس من المشاركة في النضال ضد الاحتلال الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني إسناداً للقدس والأقصى".

تجاوزٌ للخطوط الحمراء

وقال زحالقة: إن "هناك بعض المحاولات للإغراء وجذب أوساط سياسية عربية للوقوف مع حكومة الاحتلال وتهدئة الأمور وإهمال القضية الوطنية.. هم نجحوا لغاية الآن بضم القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس وهو أمر في غاية الخطورة وعلى الجميع أن يتخذ موقفا من ذلك، خاصة أن عباس يدعي أنه ينتمي للتيار الإسلامي والإخوان المسلمين".

وأضاف: "يجب أن يوضح المعنيون الأمر بأنه لا يمثل هذا التيار ولا الإخوان، وإنما يمثل نفسه، وسياسة دعم لحكومة الاحتلال، حيث إن فعلته صعبت الوصول لقيادة سياسية موحدة لفلسطينيي الداخل تقوم على مبادئ كفاحية ونضالية مستندة للثوابت الفلسطينية".

وأشار إلى أن الساسة في الداخل فعلوا المستحيل كي نقنعهم (القائمة العربية الموحدة) لعدم الذهاب في هذا الطريق الخطر لكنهم أبوا، فقد عرضت عليهم حكومة الاحتلال مغريات كاذبة "ولن يحصلوا على شيء منها"، قائلاً:" لكن هم ذهبوا وراء هذا الوهم، والحقيقة في التاريخ الفلسطيني أن أكثر ما ضر شعبنا الركض وراء السراب والوهم".

وتابع:" نحن نقول "كفى أوهاماً فـ(إسرائيل) دولة عنصرية ونظام عنصري ودولة أبارتهايد، ولا يمكن أن تجني من الشوك العنب، نحن نقوم بحملة قوية جدا ضد هذا النهج في الشارع الفلسطيني في الداخل".

وعدّ رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن ما قامت به "القائمة الموحدة" هو خروج عن السقف الوطني وتجاوز للخطوط الحمراء وتجاوب مع محاولات الاحتلال لتهدئة الأوضاع في الداخل.

ولفت زحالقة إلى أن الإعلام الإسرائيلي مجند بشكل غير مسبوق ليل نهار ليبين أن فلسطينيي الداخل قد اندمجوا واشتركوا في حكومة الاحتلال وأن هذا حدث تاريخي.

وشدد على أن هذه المحاولة للالتفاف على فلسطينيي الداخل تأتي بعدما عكسته الهبة الأخيرة من تطور في أشكال النضال لدى فلسطينيي الداخل باشتعال انتفاضة شعبية.

ورأى أن تلك الهبة أعادت تسليط الأضواء على فلسطينيي الداخل فقد لفتت اهتمام الإعلام والعالم لدورهم وخاصة الصحافة الأجنبية التي أصبحت تتحدث عن دورهم في الصراع العربي – الإسرائيلي.

احتواء فلسطينيي الداخل

ونبه إلى أن (إسرائيل) تسعى لاحتواء فلسطينيي الداخل، لكنها لم تنجح، "فنحن مع أهلنا في غزة والقدس والشيخ جراح والأقصى والضفة، ومنحازون لشعبنا بالكامل، فالاحتلال يحاول أن يخرجنا من هذا المربع لكن باعتقادي لم ينجح".

وأكد زحالقة أن الاحتلال يجب أن يفهم أن القدس بالنسبة للفلسطينيين أمانة في رقابهم، قائلاً: "هذا هو الإحساس العام لدى فلسطينيي الداخل فالقدس روح فلسطين وهي مركب مهم في هويتنا الوطنية والإنسانية والدينية".

وأضاف: "فعندما شاهدوا منظر جنود الاحتلال وهم يدخلون بـ"البساطير" في المصلى القبلي ثارت ثائرة فلسطينيي الداخل وخرج الناس في الحافلات بعشرات الآلاف للدفاع عن الأقصى".

وتابع: "فالقدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي غالية على فلسطيني، فالمس بها مس بهويته وكيانه وكرامته، فكل الانتفاضات لدينا كانت بسبب القدس والأقصى، وما من شيء يمكن أن يحرك الناس مثلهما".

وشدد على أنه لا يمكن الفصل بين المطالب الحياتية والوطنية لفلسطينيي الداخل، فالبحث عن المطالب القومية وتجاهل مطالب الناس الحياتية سيستغله انتهازيو السلطة ليسحبوا البساط من أسفل الحركة الوطنية لتتحول لتيار هامشي.

وأضاف:" من جهة أخرى إذا كان الاهتمام فقط بالجانب المدني والجوانب الحياتية فنحن سنفقد أنفسنا وكرامتنا كما فعلها سابقاً أناس من فلسطينيي الداخل، فانضموا للأحزاب الإسرائيلية بحجة توفير المطالب الحياتية لأبناء شعبنا".

وقال زحالقة: "أن تبني بيتك هذا حق مدني لكن في ظل سياسات الاحتلال بمصادرة الأراضي ومحاصرة البيوت ومحاولة منع تمدد وتوسع قرانا وبلداتنا أصبح لهذا الحق طابع صراع وطني وقومي".

وتابع بالقول: "عندما تريد أن تحصل على عمل في (إسرائيل) تواجه تمييزا على أساس قومي فأصبحت ليست قضية مدنية فقط (..) ما يستدعي من السياسي بالداخل أن يمثل ابن شعبه بكامل حياته وليس جزءاً دون الآخر، فالاهتمام بالقضايا المدنية يقوي البعد القومي".

اخبار ذات صلة