تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي حفظ ما وجهها واستعادة هيبتها التي فقدت خلال العدوان الأخير على غزة، من خلال التحضير لاقتحام القدس والمسجد الأقصى المبارك يوم الخميس المقبل.
وتعد مسيرة الأعلام محاولة إسرائيلية جديدة من المستوطنين وقوات الاحتلال لإثبات سيطرتهم على المكان، لا سيما بعد إلغاء المسيرة التي كانت في الـ 28 من شهر رمضان، بفعل رد المقاومة على جرائم الاحتلال بالقدس والأقصى المبارك، وفق مختصين.
وتأتي محاولات الاحتلال المستمرة في المسجد الأقصى ومدينة القدس بأحيائها المختلفة، لمنع محاولات ربط القدس وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، بأي مواجهة مقبلة، ولخلط الأوراق في المنطقة والتفرد إسرائيليًّا بالقدس.
وقررت جمعيات استيطانية متطرفة عقد "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدس، يوم الخميس المقبل، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، العبرية.
وكان من المقرر أن تجرى هذه المسيرة في يوم احتلال الشطر الشرقي من المدينة المسمى عند المستوطنين يوم "توحيد القدس"، قبل أن يعدل مسارها نتيجة لضغوط شعبية ودولية، وتلغى لاحقًا مع إطلاق فصائل المقاومة 4 صواريخ على مدينة القدس.
خلط الأوراق
ويقول المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات: إن سلطات الاحتلال تحاول من خلال هذه المسيرة استعادة هيبتها التي فقدتها على يد المقاومة في قطاع غزة.
ويضيف عبيدات لصحيفة "فلسطين": إن تنفيذ المستوطنين وبحماية شرطة الاحتلال اقتحامات بالقدس والأقصى، والسعي لتهجير سكان حي بطن الهوى وإبعاد المقدسين واعتقالهم، محاولة للالتفاف على النجاح الذي حققته المقاومة الفلسطينية في صد العدوان الأخير، على غزة والقدس.
ويشير إلى أن الاحتلال يحاول من خلال النفاذ من بوابة الأقصى جاهدًا منع ربط مصير المدن والمناطق الفلسطينية سياسيًّا وجغرافيًّا ببعضها (القدس، وغزة، والأراضي المحتلة)، وذلك من أجل خلط الأوراق في المنطقة، ولكسب تأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة.
ويحذر عبيدات من تفجر الأوضاع بالقدس بسبب سياسات الاحتلال ومواصلة عملياته الاستفزازية في القدس، مؤكدًا أن المقدسيين سيتصدون لكل محاولات تهويد المدينة.
ويلفت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحاول البحث عن خيارات تجنبه المساءلة والمحاكمة من تهم الفساد الموجهة إليه وحشد الأصوات حوله من خلال تنفيذ مخططاته العنصرية في القدس والأقصى.
ويرى عبيدات أن محاولات الاحتلال تلك ربما تجر المنطقة بأكملها إلى تصعيد جديد، أو توجيه ضربة عسكرية لطهران بحجة امتلاكها قنبلة نووية، داعيًا الدول العربية والإسلامية للضغط على سلطات الاحتلال لوقفة تغوله على القدس والأقصى وتجنيب المنطقة تصعيدًا جديدًا.
محاولة جديدة
في حين يقول المختص في شؤون القدس والأقصى رائد دعنا: إن مسيرة الأعلام، محاولة إسرائيلية جديدة لاقتحام القدس والأقصى خاصة بعد انتصار المقاومة بمعركة "سيف القدس".
ويضيف دعنا لصحيفة "فلسطين": يحاول الاحتلال استعراض عضلاته، واستعادة هيبته التي فقدها مؤخرًا خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، وإرسال رسالة لجمهوره الداخلي أنه لم يخسر المعركة وأنه مستمر بمخططاته بالقدس والأقصى.
ويشير إلى أن الاحتلال يلعب بالنار مجددًا من خلال تحضره لاقتحام المسجد الأقصى يوم الخميس المقبل، والاعتداء على المصليين واعتقالهم وإبعادهم، ومحاولات طرد المقدسيين من منازلهم وحي بطن الهوى بالقدس، ما يدلل على مدى الهزيمة التي لحقت به في غزة، واصفًا الأوضاع في القدس بأنها على "فوهة بركان".
ويؤكد دعنا أن الأوضاع بالقدس والأقصى وأحيائها على صفيح ساخن بسبب جرائم الاحتلال الممارسة هناك يوميًا، محذرًا من انفجار الأوضاع بالقدس في أي لحظة.
مخططات إسرائيلية
من جهته، يُحمِّل مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن تبعات "مسيرة الأعلام".
ويقول كسواني لصحيفة "فلسطين": يصر المتطرفين على تنفيذ مسيرة الأعلام واقتحام المسجد الأقصى المبارك"، عادًّا ذلك تحديًا سافر للأمة العربية والإسلامية.
ويضيف: "يضرب الاحتلال بعرض الحائط كل التحذيرات الدولية لمنع اندلاع هبة جديدة بالقدس، فالاحتلال هو من يتحمل كامل المسؤولية عن التحريضات لاقتحام القدس، فالأقصى ليس مكانًا للمتطرفين ووجودهم يهدف لاستفزاز المقدسيين والمسلمين.
ويدين قيام شرطة الاحتلال بحماية المستوطنين وتأمين اقتحامهم للمسجد الأقصى، مؤكدًا أن التوتر المستمر بالقدس والأقصى يأتي بسبب الاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون وبحماية من قوات الاحتلال.
ويؤكد أن المقدسيين وحراس القدس والأقصى ثابتين في مكانهم وسيعملون من أجل إفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه، داعيًا الأوقاف الأردنية وأحرار وشرفاء العالم للضغط على الاحتلال لوقف استفزاز المصلين واقتحام القدس والأقصى.
ومن المقرر أن تمر المسيرة الاستفزازية من أبواب العمود والساهرة والأسباط، في طريقها إلى حائط البراق، وينظم المستوطنون هذه المسيرة منذ 30 عامًا، بمشاركة الآلاف من المستوطنين يحملون الأعلام الإسرائيلية، مقتحمين المسجد الأقصى المبارك، عبر الأحياء الفلسطينيّة في المدينة، مرددين هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين.
وبحسب الدعوات، يبدأ تجمع المستوطنين عند الساعة 5:30 بعد العصر، على أن تصل إلى البلدة القديمة عند الساعة 6 وتؤدى الصلوات في حائط البراق عند الساعة 7:30.