فلسطين أون لاين

تقرير قرار تقليص مساحة الصيد يزيد معاناة الصيادين وسط آمال بغدٍ أفضل

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

مع إشراقة صباح يوم جديد يتجه الصياد خالد زيدان، إلى ميناء غزة البحري، بانتظار عودة أولاده من رحلة صيد ليلية امتدت لأربع عشرة ساعة.

في معظم المرات يلحظ زيدان، وهو من سكان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة، بأن ما اصطاده أبناؤه لا يلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم ومصاريفهم اليومية، وتوفير ثمن الوقود اللازمة لعمل اليوم التالي، ما يضطرهم إلى الاستدانة لتوفير احتياجاتهم على أمل أن يأتي يوم آخر حاملًا صيد وفير ينهي معاناتهم.

وساهم قرار الاحتلال الإسرائيلي بتقليص مساحة الصيد المسموحة للصيادين من 15 ميلا إلى 6 أميال في زيادة معاناة صيادي القطاع، وفق ما قاله زيدان لصحيفة "فلسطين".

ويضيف زيدان الذي يعيل أسرة مكونة من ستة أفراد: هذا القرار يأتي ضمن سياسة قديمة جديدة، تتبعها سلطات الاحتلال للضغط على القطاع، وزيادة الخناق المفروض عليه، دون النظر إلى معاناة سكانه".

ويؤكد أن صيادي قطاع غزة، يعانون تردي أوضاعهم المعيشية وعدم قدرتهم على توفير احتياجات عائلاتهم خاصة بعد تقليص مساحة الصيد إلى 6 أميال، مضيفًا: "فالصياد يعمل ويلبي احتياجات كل يوم بيومه".

ويرى أن الأسماك الموجودة في المساحة المخصصة بستة أميال شحيحة ولا تلبي متطلبات الصيادين، كما ولا تلبي احتياجات السوق منها.

في حين انهمك زاهر محمد، في إصلاح وحياكة بعض شباك الصيد للتجهيز والاستعداد للانطلاق مع أولاده الثلاثة عصر اليوم، في رحلة صيد جديدة علها تكون أفضل من سابقاتها.

ويقول محمد (40 عامًا) لصحيفة "فلسطين": إنه تعلم مهنة الصيد من جده وأبيه حتى أصبحت مهنته التي ورثها لأبنائه، مشيرًا إلى أن يومه يبدأ بصيانة شباك الصيد وتجهيزها لأبنائه لاصطحابها في رحلة الصيد الجديدة.

ويضيف إن قوات الاحتلال حرمتهم من نزول البحر وممارسة مهنتهم طوال أيام العدوان على قطاع غزة، ما زاد من معاناتهم وجعلتهم في حالة يرثى لها.

ويعتبر قرار الاحتلال إغلاق البحر خلال أيام العدوان الـ11، وتقليص مساحة الصيد بعد انتهاء معركة "سيف القدس"، يأتي ضمن سياسة قديمة جديدة، يتبعها للضغط على القطاع ومقاومته.

ويؤكد محمد، وهو من سكان مخيم الشاطئ، أن قرارات الاحتلال تمس بشكل مباشر بالقوت اليومي للصيادين وعائلاتهم، الذين يقعون تحت خط الفقر.

ويلفت إلى أن الاحتلال اعتاد التلاعب بالمساحات البحرية، طوال الأعوام الماضية، وهو يحاول تدمير مهنة الصيد ودفع قرابة أربعة آلاف صياد إلى البطالة.

مساحة ضيقة

واعتبر نقيب الصيادين في قطاع غزة نزار عياش، أن "نتائج تقليص قوات الاحتلال لمساحة الصيد البحري لستة أميال، كارثية على صيادي القطاع، خاصة أنهم من الطبقات الفقيرة جدًا، والذين يعتمدون على الصيد للحصول على قوت يومهم".

وقال عياش لصحيفة "فلسطين": إن خسائر قطاع الصيد البحري المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن إغلاق البحر طوال أيام العدوان الأخير تصل لنحو مليوني دولار أمريكي.

وذكر أن الاحتلال يمارس كل أنواع التضييق على الصيادين كمنع دخول مستلزمات الصيد، وهو ما يحول دون تمكنهم من إصلاح مراكبهم والمعدات المستخدمة في مهنة الصيد.

وبين وجود ما يزيد على 4500 صياد يعملون في مهنة الصيد ولديهم 1000 قارب صيد تمارس مهمتها في مساحة ضيقة جدًا لا تلبي أدنى احتياجات الصيادين أو السوق، مؤكدًا أن كمية الأسماك التي يتم اصطيادها قليلة جدًا بسبب المضايقات الإسرائيلية ومنع دخول مستلزمات الصيد.

وطالب عياش، بضرورة التدخل الدولي من أجل رفع الظلم الواقع على الصيادين، والسماح بزيادة مساحات الصيد البحري، وإدخال الاحتياجات اللازمة لمزاولة هذه المهنة بحرية.