كشف استشاري جراحة الأوعية الدموية في مجمع الشفاء الطبي د. تيسير الطنة، أن غالبية الإصابات التي وصلت إلى مجمع الشفاء خلال العدوان الأخير على القطاع، تركزت في منطقة البطن والأطراف السفلية.
وأوضح الطنة وهو المختص الأول على مستوى قطاع غزة بالقدم السكري، ورئيس وحدته في مجمع الشفاء، خلال حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، أن نسبة هذه الإصابات بلغت نحو 70%، في حين طالت النسبة المتبقية من الإصابات بقية أنحاء الجسم.
وبيّن أن الإصابات التي وصلت إلى "الشفاء" أصابت أكثر من عضو في الجسم في آن واحد، مُرجعاً ذلك إلى اتباع الاحتلال سياسة "القصف الجوي" على بيوت المواطنين، وهو ما ينجم عنه شظايا متعددة سواء من الصاروخ نفسه أو الأبنية والحديد المتطاير.
وقال: "تعدد الإصابات في الجسم يعني احتمالية الإصابة بالأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، مثل قطع شرايين في أجزاء مُعينة وإمكانية حدوث نزيف داخلي"، منبهاً إلى أن النزيف "أمر خطِر ومرعب، لذلك السيطرة عليه وإيقافه هي أول خطوات العلاج".
وأفاد بوصول 300 إصابة على قسم الأوعية الدموية، وإجراء 150 عملية جراحية ذات صلة بهذا التخصص، و30 عملية جراحية بالمشاركة مع أقسام أخرى، مثل العظام والباطنة وغيرها.
أسلحة فتاكة
وكشف الطنة أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة فتاكة ذات تقنيات متطورة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استمر 11 يوماً، قادرة على اختراق مناطق متعددة في أجساد المواطنين.
وبيّن أن الأسلحة التي استخدمها الاحتلال ينتج عنها شظايا حديدية صغيرة، تخترق البطن أو الصدر أو منطقة الفخذ، "وهذا دليل على أن السلاح يُفتت لأجزاء صغيرة ويخترق أي مكان في الجسم".
وعدّ هذا النوع من الأسلحة "جديد ومتطور عما استُخدِم خلال الحروب العدوانية على قطاع غزة وخاصة الأخيرة عام 2014، مشيراً إلى أنه سُيطر على الحالات التي وصلت إلى مجمع الشفاء.
وأضاف: "لو استمر العدوان مدة أطول لكانت أعداد الإصابات أكبر وأصعب، خاصة أننا أمام احتلال مجرم ولا يلتزم القوانين الدولية ويستخدم أسلحة محرمة دوليًّا".
وبيّن أن الطاقم الطبي المتخصص في الأوعية الدموية تعامل مع حالات عدّة خلال العدوان تعرضت لقطع في الشرايين سواء في الأطراف العلوية أو السفلية، وقد تم تركيب "وصلة شريانية" لغالبيتها.
وذكر الطنة أن مجمع الشفاء الطبي يضم 7 أطباء متخصصين في الأوعية الدموية، منهم 3 استشاريين يتخذون القرارات المتعلقة بالإصابات القادمة لمجمع الشفاء، من حيث ضرورة إجراء عمليات جراحية سريعة وغيرها من الاستشارات.
وبيّن أن أطباء الأوعية مُقسمين إلى ثلاثة فرق خلال الحروب، فريق في قسم الطوارئ، والثاني لإجراء العمليات الجراحية، والثالث في متابعة العمليات داخل القسم ومنها التي أُجري لها علميات جراحية.
وبحسب الطنة، فإنه أُضيف 10 أطباء جدد ممن اجتازوا البورد الجراحي، وقادرين على مساندة الفريق التخصصي من أجل دعمهم في التعامل مع الحالات المصابة خاصة في أثناء الحروب.
وعدّ وجود قرابة 17 طبيباً مختصاً في الأوعية الدموية في مجمع الشفاء الحكومي، "إنجازًا كبيرًا"، يسهم في علاج المصابين بوقت أقل.
محور الجراحات
كما عدّ قسم الأوعية الدموية "محور أقسام الجراحات"، خاصة في أثناء الحروب، لكونها تحظى بالنصيب الأكبر من الإصابات نظراً لوجود النزيف الدموي وقطع الشرايين والأوردة، ما يستدعي لإجراءات عمليات جراحية فورية لها.
وبيّن أن الأطباء تعاملوا مع كثير من الإصابات بالإضافة لمساندة تخصصات أخرى مثل العظام أو الأعصاب أو الجراحة، واصفاً قسم الأوعية بأنه "صمام الأمان" ويقع عليه الاعتماد الأكبر في إنقاذ حياة الناس ووقف النزيف الذي يتعرض له أي مصاب.
في الأثناء، أكد أن استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 14 سنة، ضاعف من معاناة القطاع الصحي بشكل عام، ومنه قسم الأوعية الدموية.
وبيّن أن مستلزمات الأوعية الدموية باهظة الثمن، مثل الشرايين الصناعية وأجهزة تسليك جلطات الأوعية، وقد تصل تكلفة تركيب شريان صناعي للمصاب لنحو 5 آلاف دولار، وهو ما يؤرق الوزارة.
ولفت إلى أن بعض الوفود العربية والمؤسسات العاملة في الدول العربية تدعم الوزارة في بعض المستلزمات الخاصة بالأوعية الدموية.
وختم حديثه: "رغم كل هذه المعوقات والصعوبات، فإننا استطعنا التغلب عليها بفضل الله ثم الدول والمؤسسات والشخصيات في الخارج المهتمة في هذا المجال".