قائمة الموقع

خبراء: يحذِّرون من احتواء تربة غزة الزراعية مواد مسرطنة

2021-06-05T09:15:00+03:00
صورة أرشيفية

طالب خبراء زراعيون مؤسسات دولية بإجراء فحوصات مخبرية على التربة الزراعية في قطاع غزة، والتي تعرَّضت للقصف الإسرائيلي على مدار 11 يومًا، وذلك خشية احتوائها على مواد سامة أو مسرطنة تؤثر على النبات والخزان الجوفي في المنظور القريب والبعيد.

وكانت الأراضي الزراعية خاصة القريبة من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية في قطاع غزة، معرضة لهجمات صاروخية وقنابل حارقة إسرائيلية طول أيام العدوان مما تسبب بخسائر فادحة للمزارعين والمربين، وألحقت أضرارًا بالغة في شبكات الري وآبار المياه.

وأوضح الخبير الزراعي م.نزار الوحيدي، أن تربة قطاع غزة خفيفة عالية النفاذية، وهذا يجعل من السهل أن يتسرب إلى الخزان الجوفي -ذي العمق القليل- كل ما يسقط على التربة من مواد سائلة سامة وملوثة.

وأضاف الوحيدي لصحيفة "فلسطين" أن القنابل التي يلقيها جيش الاحتلال تجاه الأراضي الزراعية تحمل أخطارًا جسيمة على التربة، مبيِّنًا أن القنابل تُحدِث حفرًا عميقة تصل إلى عمق (20) مترًا؛ مما تتسبب في تطاير مكونات التربة التي تحتوي على عناصر حيوية في الهواء، وهذا يعني تبديد الخصوبة التي تكونت على مدار السنوات الطويلة.

ولفت الوحيدي إلى أن متبقيات الصواريخ والقذائف الحارقة تحمل مواد سامة، وتتسبب في قتل الكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على إنعاش وتخصيب التربة، كما أن الحرارة المرتفعة المنبعثة لحظة إصابة الأرض الزراعية بالصواريخ تتسبب في إيذاء التربة وعناصرها الحيوية، وتصيب الكائنات الحية التي تعتاش على تلك النباتات بتشوهات، خاصة إن كانت تحمل أجنة في أحشائها.

كما نبه الوحيدي إلى أن متبقيات الصواريخ تحمل مواد إشعاعية مسرطنة وهي تتسبب في حدوث تشوهات للثمار والنباتات وبالتالي فإنها تنعكس بالسلب على السلسلة الغذائية فتضر الطير إن أكلها أو الإنسان الذي يتغذى على النباتات أو الطيور المصابة.

وبيَّن أن التربة المفقودة والملوثة بالإشعاع من الصعب إصلاحها، كما حث المزارعين الذين تعرضت مزارعهم إلى الضرر على التواصل مع وزارة الزراعة وعرض مشكلاتهم من أجل الوصول إلى حلول قبل البدء بفلاحة الأرض وزراعتها تجنبًا لأي أضرار مباشرة وغير مباشرة.

من جانبه قال الخبير الزراعي إياد العطار: إن مزارعي قطاع غزة معرضين لتكبد خسائر كبيرة تضاف إلى الخسائر التي تعرضوا لها في أثناء العدوان بسبب استهداف التربة الزراعية، مشيرًا إلى أن خسائر المزارعين فادحة بسبب حرق مئات الدونمات الزراعية -خاصة التي كانت قيد النمو- وإتلاف محاصيل زراعية كانت جاهزة للقطف.

وأوضح العطار لصحيفة "فلسطين" أن التربة التي تتعرض للحرق ينتج عنها مواد سامة مثل الرصاص ومشتقاته واليورانيوم، لذلك لا بد من دعوة خبراء دوليين من أجل إجراء فحوصات على التربة المصابة للوقوف على حجم الضرر الذي أصابها، وما إذا كانت تحمل مواد سامة أو سرطانية لها اضرار مباشرة وغير مباشرة على البيئة.

ولفت إلى أن عملية إحياء التربة مجددًا يتطلب تكاليف مالية باهظة وهي ليست في مقدرة المزراعين في قطاع غزة وهنا ينبغي على المؤسسات الرسمية والدولية والمعنية بالقطاع الزراعي أن توجه تمويلها للمزارعين في هذا الصدد.

اخبار ذات صلة