قائمة الموقع

في غزة.. شكسبير وجورج أورويل تحت الأنقاض

2021-06-02T17:15:00+03:00

تحولت مكتبة سمير منصور في شارع الثلاثيني بغزة، إلى رماد بعد أن قصفها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير، وبينما كان القراء يبحثون عن كتبهم على رفوف المكتبة، باتت هذه الكتب وأسماء مؤلفيها العالميين أمثال ويليم شكسبير وجورج أورويل، تحت الأنقاض.

وتعج ذاكرة مسؤولي المكتبة بالأحداث والمواقف التي عاشوها داخل ما تشبه "مدينة كتب"، عبروا عنها بما استطاعوا من الكلمات، عبر صفحة المكتبة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وفي خطوة داعمة للمكتبة ورسالتها، أنشأ أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، الذي يستهدفه المحتل الإسرائيلي بالتهويد، مكتبة صغيرة في الحي، أطلقوا عليها اسم مكتبة سمير منصور، في حين علق مسؤولو المكتبة بأن هذه المساندة لها "تعبير واضح على أن الكتابة والقراءة والكتاب الفلسطيني ما هي الا رسائل الوحدة واللحمة وأن عيوننا التي تتوق للقدس ما كانت يوما تهون على أهلها".

فقدت المكتبة الذكريات والمواقف السعيدة والمؤثرة التي لم يكن يخلو يوم منها؛ والحكايات والقصص التي كانت تُؤويها الزوايا، همسات وأمنيات الأطفال الذين كانوا يأتون لزيارتها متلهفين لحمل كل ما تقع عليه عيونهم البريئة، وفقدوا الرائحة المعتقة للورق والأغلفة السميكة القديمة التي يبحث عنها قراء بعينهم.

رائحة القهوة التي كانت تعد يوميا والبخور في استقبال القراء، ووجوه الكتب، مئات الآلاف من الكتب القيمة التي لا تعوض، والتي لم يكن إدخالها إلى غزة المحاصرة سهلا، ووقع خطوات المارة ذهابا وإيابا من الطلاب والكبار والصغار.

صباح مشمس جديد باتت فيه المكتبة تحت الأنقاض، بعدما كانت قبلة القراء ووجهتهم، تلوح بيدها لكل مار من شارع الثلاثيني وصولا إلى الجامعات، صوت القصف كان مدوي، لكن الكتب وهي تتهاوى كانت أعلى صوتا.

وتخاطب المكتبة روادها: "لن ننسى أن لدينا أصدقاء مازالوا تحت الأنقاض! كانت المكتبة تهتم وتقدر الاختلاف، كما تهتم باللغة، القراء بالإنجليزية كانوا يزورون هذا القسم باستمرار لتفقد الجديد..لقد فقدنا شكسبير، جي كي لورينغ، جين أوستن، جورج اليوت، جوروج اورويل، وغيرهم كثيرون تحت الأنقاض!".

"30 عاما من العمل الدؤوب والجهد المتواصل، ركز فيها سمير منصور على حلمه بإنشاء مكتبة ضخمة توفر الكتب القيمة والموسوعات العلمية والثقافية لأبناء قطاع غزة، وبمرور السنين كان الحلم يكبر، فأنشأ دار نشر تتبنى إصدار شهادة ميلاد لمؤلفات الكتاب في جميع المجالات، حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي ودمر بدون رحمة كل ما تم بناؤه، القصف والنيران التهما المكتبة ولم يَبق منها شيء، لكن ما دامت العقول حية فإن الحلم لن يموت، وبدعمكم ومساندتكم لنا سنعيد بناءها أفضل مما كانت عليه".، هذا ما يثق به القائمون على المكتبة.

اخبار ذات صلة