أمام الساسة الإسرائيليين المعارضين لرئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم حزب "ليكود" بنيامين نتنياهو حتى منتصف ليل الأربعاء، لحل الخلافات وتشكيل حكومة ائتلافية من شأنها إنهاء مسيرة نتنياهو التي استمرت 12 عامًا كرئيس للوزراء.
وبموجب قوانين الانتخابات في دولة الاحتلال، ينتهي في الساعة الثانية عشرة من ليلة الأربعاء/ الخميس، التفويض الممنوح لـزعيم المعارضة ورئيس حزب هناك مستقبل (يش عتيد) يائير لابيد، والذي استمر 28 يوما لتشكيل الحكومة من خلال التحالف مع أحزاب أخرى.
وبحلول هذا الوقت، يجب أن يكون قد أبلغ الرئيس الإسرائيلي أنه قد نجح في تشكيل الحكومة.
وفي حال فشله، فقد يُمنح نتنياهو شريان حياة سياسي في شكل انتخابات مبكرة.
وعقد لابيد ورؤساء أحزاب آخرون في الساعات الأخيرة عدة جولات من المناقشات، لمناقشة الاتفاقات الأخيرة لـ "حكومة التغيير"، وسط تقارير عن بعض الخلافات وأبرزها إصرار عضو البرلمان الإسرائيلي الـ "كنيست" ابليت شاكيد من حزب "يمينا" والتي تحتل المركز الثاني في الحزب على الحصول على مقعد زعيمة حزب العمل في لجنة تعيين القضاة.
وبموجب الاتفاق بين الأحزاب الإسرائيلية التي اتفقت بشكل مبدئي على تشكيل حكومة التغيير، لن يصبح لابيد رئيسًا للوزراء على الفور. وبدلاً من ذلك، سيصبح منافسه السياسي اليميني المتطرف ورئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الذي يُنظر إلى دعمه على أنه حيوي لنجاح الائتلاف، رئيس وزراء "إسرائيل" لمدة عامين على الأرجح من فترة أربع سنوات.
وبينيت، يميني متطرف، ومدافع قوي عن حركة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين ويرفض قيام دولة فلسطينية.
وسينضم إلى تشكيلة غير متوقعة من الأحزاب، بما في ذلك حزب العمل وميرتس اليساريان. وستضم الحكومة أيضا حزب الأمل الجديد المتشدد بزعامة جدعون ساعر، حليف نتنياهو السابق، وإسرائيل بيتنا، وهو حزب علماني متشدد يقوده أفيغدور ليبرمان.
ويحتاج لابيد إلى 61 مقعدًا في الـ "كنيست" الإسرائيلي المكون من 120 مقعدًا، لذا فإن خسارة مقعد أو مقعدين قد ينهي المحاولة.
وفي حال أعلن لابيد عن نجاحه في تشكيل الحكومة قبل منتصف ليل اليوم الأربعاء؛ فسيكون أمامه 7 أيام لتوزيع الحقائب والحصول على الثقة من البرلمان "كنيست"، وفي حال أخفق لابيد في تشكيل الحكومة قبل نهاية المهلة؛ يمكن لأعضاء الـ "كنيست أن يطلبوا من الرئيس تكليف نائب آخر، وإلا سيعود الناخبون إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة خلال عامين ونيف.
محاولات ليكودية لإفشال لابيد
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن رئيس الـ "كنيست" ياريف ليفين -الذي ينتمي إلى حزب الليكود بزعامة نتنياهو- قد يميل إلى الإبطاء في تنظيم تصويت لمنح البرلمان الثقة للحكومة المرتقبة، على أمل حصول انشقاقات في المعسكر المناهض لنتنياهو.
كما حاول محامو حزب "ليكود" إيقاف التحالف الناشئ من خلال التأكيد على أن حق بينيت في تولي منصب رئيس الوزراء أولاً أمر غير قانوني، لكن الرئيس الإسرائيلي رؤووفين ريفلين سارع إلى رفض طلب الطعن، مؤكدا أنه لا يوجد أي عائق قانوني أمام ذلك، باعتبار أن لبيد هو من سيؤدي اليمين القانونية باسم شريكه بينيت.
إضافة لذلك سعى نتنياهو وحزبه الحاكم الليكود يائسين، للعثور على منشقين وإفشال تحركات لابيد لتشكيل حكومة تغيير، مناشدين بشكل خاص السياسيين من اليمين المتشدد عدم الانضمام إلى لابيد، الذي وصف نفسه بأنه وسط علماني.
وسيواجه نتنياهو (71 عاما) والذي يشغل منصبًا رفيعًا منذ 15 عامًا منذ عام 1996، خطرًا سياسيًا وتهديدات محتملة لحريته، في حال نجح لابيد في تشكيل الحكومةـ حيث يتهم حاليًا في ثلاث قضايا فساد - بتهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، وهو ما ينفيه.
وفي حال انتقل إلى المعارضة، فقد يُحرم من الحصانة البرلمانية، ويمكن للحكومة الجديدة أن تسن تشريعًا لمنعه من تولي منصب رئيس وزر اء في المستقبل.
وشهدت دولة الاحتلال 4 انتخابات منذ أبريل/نيسان 2019 نتيجة تعذر حصول المكلفين بتشكيلها على نيل الثقة المطلوبة من الكنيست (61 نائبا).
وشكّل حصول لابيد على دعم بينيت دفعة كبيرة، باتجاه تحقيق حكومة التغيير، وهو ما جعل بنيامين نتنياهو يهاجم بينيت مساء الأحد، بعد إعلانه السعي لتشكيل حكومة التغيير.
وفي حال تشكلت حكومة التغيير، سيكون بينيت الأول الذي يترأسها حتى أيلول/سبتمبر 2023، ثم يترأسها لابيد حتى تشرين ثاني/نوفمبر 2025، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وكان نتنياهو، الذي أخفق بتشكيل حكومة حتى مطلع الشهر الجاري، قد ترأس جميع الحكومات الإسرائيلية منذ العام 2009.