فلسطين أون لاين

الرقم "1111" والسِرُّ الخَفي لدى المقاومة

"سجلوا على المقاومة في قطاع غزة، سجلوا على حركة حماس، وسجلوا على كتائب الشهيد عز الدين القسام الرقم (1111)، ستذكرون هذا الرقم"، بهذه العبارة خاطب يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة وسائل الإعلام خلال وجود ممثل الرئاسة ووزير المخابرات المصرية عباس كامل في غزة أول من أمس.

لا شك أن حديث السنوار حول الرقم "1111" يحمل بشريات مستقبلية لأبناء الشعب الفلسطيني، وللحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى الرغم من أنه لم يوضح المقصود بهذا الرقم، فإن خطاب السنوار الموجه للاحتلال، والذي اتَّسم بالتحدي والعنفوان الثوري، يشير إلى أن الاحتلال له علاقة بطريقة أو بأخرى بهذا الرقم على وجه التحديد، فالسنوار وفي خطاب النصر الذي تلاه عقب انتهاء المواجهة العسكرية الأخيرة مع الاحتلال كان قد حذره من النكوص عن اتفاق التهدئة المتبادلة، أو تصعيد ممارساته العدوانية ضد أهلنا في مدينة القدس المحتلة.

وبالحديث عن الرقم "1111" فقد تناولت وزملائي قهوة الصباح ونحن نحاول تفسير سر هذا الرقم الذي أطلقه السنوار، وقد تبادر إلى أذهاننا بعض البشريات في المرحلة المقبلة وفق الاحتمالات الآتية:

أولًا- ربما يكون هذا الرقم له علاقة بتعداد الأسرى الفلسطينيين الذين تتمسك المقاومة الفلسطينية بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال مقابل إفراجها عن جنود الاحتلال الأسرى لديها في غزة، فالمقاومة التي نجحت في إتمام صفقة "وفاء الأحرار" قبل عشر سنوات، وانتزعت حرية 1027 أسيرًا رغمًا عن الاحتلال، إضافة إلى عشرين أسيرة فلسطينية مقابل تسريب شريط مصور للجندي "جلعاد شاليط"، هي اليوم تسعى لفرض انتزاع حرية أكبر عدد ممكن من الأسرى، وخاصة عمداء الأسرى في سجون الاحتلال، إضافة إلى الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعيد الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار".

ثانيًا- ربما يشير الرقم "1111" إلى عدد صواريخ المقاومة التي قد تستهدف بها العمق الفلسطيني المحتل على مدار أربع وعشرين ساعة متواصلة في حال أخلَّ الاحتلال بالتزامه بنود التهدئة المتبادلة المبرمة بجهود مصرية في الحادي العشرين من الشهر الماضي، وهنا نذكر بأن المقاومة الفلسطينية أعلنت تجميدها إطلاق رشقة صاروخية مكونة من ثلاثمئة وخمسين صاروخًا تجاه العمق الفلسطيني المحتل كضربة أخيرة من المقاومة للاحتلال قبل دخول التهدئة المتبادلة حيز التنفيذ، وذلك بعد تدخل من الوسطاء القطريين والمصريين، الذين حرصوا على إيقاف عدوان الاحتلال على غزة.

ثالثًا- قد يحمل الرقم "1111" دلالات أمنية ما زالت مجهولة حتى اللحظة، فنحن ندرك أن المعركة الأمنية بين المقاومة والاحتلال متواصلة على مدار الساعة، فهل هذا الرقم له علاقة بعملية أمنية مستمرة تنفذها المقاومة حاليًّا ضد جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية ومستوطناته المحيطة بقطاع غزة، وستقوم بالإعلان عنها بعد انتهائها في المرحلة المقبلة!

رابعًا- بالنظر إلى بدء المواجهة مع الاحتلال مساء اليوم العاشر من مايو الماضي، وخطاب النصر الذي تلاه السنوار بُعيد انتهاء المواجهة العسكرية والتي استمرت أحد عشر يومًا مع الاحتلال، وهدد فيه "بحرق الأخضر واليابس" إن لم يُرفع الحصار عن غزة، مؤكدًا أنه "لن ينقضي هذا العام والمشكلات الناجمة عن الحصار مستمرة"، واستحضاره سيرة الراحل ياسر عرفات، وجهوده الدؤوبة في تعزيز القدرات العسكرية لأبناء شعبنا الفلسطيني بتهريب سفينة "كارين A"، فهل كان يقصد السنوار تاريخ 11/11 أي بعد مرور ستة أشهر من بدء المواجهة الأخيرة، الذي يوافق ذكرى استشهاد الراحل ياسر عرفات كموعد نهائي للاحتلال والمجتمع الدولي بضرورة كسر الحصار عن غزة!

بالتأكيد نحن لا نمتلك معلومة دقيقة حول مغزى الرقم "1111" الذي طالب السنوار بتذكُّره جيدًا، لكننا على ثقة تامة بأن المقاومة الفلسطينية تحتفظ لأبناء الشعب الفلسطيني بما يسرُّه ويعزز من ثباته فوق أرضه، ويرفع من معنوياته في المرحلة المقبلة.