قائمة الموقع

زيارة اللواء عباس كامل.. ثِقلٌ سياسي مصري يُتوِّج انتصار المقاومة بغزة

2021-06-01T09:44:00+03:00

تأتي زيارة الوفد المصري برئاسة ممثل رئيس جمهورية مصر العربية وزير المخابرات اللواء عباس كامل، إلى غزة هذه المرة لتشكل واحدة من أهم زيارات الوفود المصرية للقطاع الساحلي في السنوات الأخيرة.

لكن المختلف في هذه الزيارة، أن اللواء كامل الذي يعد أكثر الشخصيات السياسية قربًا من السيسي، جاء للقطاع بنفسه لبحث العديد من الملفات، الأمر الذي عدَّه مراقبان ثقلاً سياسيًا تلقي به مصر في غزة نيابة عن الرئيس المصري.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن كامل بحث خلال زيارته عدة ملفات ترتبط بتثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الإعمار، وصفقة تبادل أسرى.

وبدأ وقف إطلاق النار بعد 11 يومًا من العدوان العسكري بالمقاتلات الحربية الإسرائيلية التي شنت ضربات جوية مكثفة لأهداف متفرقة بقطاع غزة في الفترة الممتدة بين 11-21 مايو/ أيار الماضي.

وتسببت تلك الضربات باستشهاد أكثر من 250 مواطنًا بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسنًا، وأصيب إثرها أكثر من 1948 بجروح مختلفة بينها 90 حالة شديدة الخطورة.

ويقول رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية المحلل السياسي أشرف أبو الهول: إن زيارة عباس كامل تركز بشكل كبير على ضمان تمديد وقف إطلاق النار وتثبيته.

وبيَّن أبو الهول لـ "فلسطين"، أن الزيارة تأتي لتشكل انتقالا بين مراحل تنفيذ مخططات ما بعد وقف إطلاق النار وخاصة ما يرتبط بإعادة إعمار ما دمرته مقاتلات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان العسكري على غزة.

وبشأن مدى قدرة الوفد المصري برئاسة اللواء كامل على إنجاز القضايا التي جاء من أجلها لغزة، قال: إن "الوفد قادر على إنجاز الكثير من القضايا خاصة أنه يركز بشكل كبير على تثبيت وقف إطلاق النار ومنح المواطنين بغزة فرصة التقاط الأنفاس".

وفي حين يعتقد أبو الهول أن فصائل المقاومة حققت إنجازات ونجحت في التصدي للعدوان العسكري الإسرائيلي، فإن تمديد وقف إطلاق النار "لن يضرها حتى يلتقط الجميع أنفاسه".

ونبَّه إلى أن مصر تنظر لقطاع غزة على أنه خاصرتها الشرقية، وهو مهم جدًا بالنسبة لها، لذلك هي تسعى بقوة لتثبيت وقف إطلاق النار لإعطاء المجال لعملية الإعمار، ولملمة جراح ضحايا العدوان، مع ضمان الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية على استئناف المصالحة وتثبيت التهدئة، وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، تزامنًا والحديث عن صفقة تبادل جديدة مع (إسرائيل).

والعدوان العسكري على غزة ليس الأول من نوعه، ففي نهاية 2008 شنَّ جيش الاحتلال عدوانًا موسعًا برًا وجوًا وبحرًا لمدة 23 يومًا، وكذلك نهاية 2012 لمدة 8 أيام، وصيف سنة 2014 واستمر العدوان آنذاك 51 يومًا.

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: إن زيارة الوفد المصري برئاسة عباس كامل تأتي بسبب اختلاف الوضع الفلسطيني في مواجهة العدوان على غزة، وذلك لبحث الأسباب التي أدت إلى العدوان وتداعياته الواسعة فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.

وفي حين يؤكد عوكل لـ"فلسطين"، أن مصر كانت دائمًا الأكثر تأثيرًا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والوصول إلى تفاهمات بين غزة والاحتلال، فإنها هذه المرة لم تتوسط من خلال جهاز المخابرات الذي يمثل المستوى الأمني في مصر، وإنما من خلال اللواء كامل نيابة عن الرئيس المصري.

وأشار إلى أن مصر انطلقت في عملها على تثبيت وقف إطلاق النار "بتفويض من المجتمع الدولي لإدارة هذا الملف الخطِر والمعقد جدًا، الذي بحاجة إلى آليات تأثير لتحقيق إنجاز في هذا الملف"، مضيفًا أن الجهد المصري يتزامن مع استمرار الوضع كما هو حتى الآن في ظل استمرار الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس والشيخ جراح وغيرها من المناطق".

وأشار إلى أن ملف تثبيت وقف إطلاق النار يعد استحقاقا مهما بالنسبة لمصر، إضافة إلى ملف العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية، وما يرتبط بالمصالحة وعملية الإعمار.

اخبار ذات صلة