قائمة الموقع

​معبر قلنديا.. محطة العذاب

2017-05-30T06:21:04+03:00

في شهر رمضان ترنو عيون أهل الضفة ممن تتجاوز أعمارهم الأربعين عاما من الرجال حسب المعايير الاسرائيلية، لزيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين، فعلى مدار العام يتم حرمانهم من دخول القدس بذريعة المانع الأمني، وفي شهر رمضان يتم وضع ترتيبات خاصة من قبل الإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال من خلال تحديد أعمار المسموح لهم بدخول القدس أيام الجمع فقط للرجال فوق الاربعين، وللنساء دون تحديد الاعمار، ومع الاطفال حتى سن الـ12 عاما.

طوابير

في الجمعة الأولى من رمضان تتقاطر مئات الحافلات من محافظات الضفة الغربية باتجاه معبر قلنديا بوابة كل الفلسطينيين نحو القدس وهي محطة عذاب لهم.

جيش الاحتلال يعد العدة البشرية من قواته عند المعبر وتوضع الحواجز العسكرية على الطرقات الخارجية القريبة من المعبر، ويتحدث سائق الحافلة من شركة الطنيب للسفريات يوسف العزوني قائلا لفلسطين: "تقوم الشركة بنقل آلاف المواطنين من شمال الضفة الغربية إلى معبر قلنديا حيث تنتهي الرحلة هناك وينزل الركاب من الحافلة وجميعهم من فئة الأربعين عاما فما فوق من الرجال، ويصطفون في طوابير طويلة، وحرارة الشمس تزيد من معاناتهم ويتعرض كل مواطن إلى فحص دقيق، ويسير كل مواطن في طابور طوله أكثر من مائتي متر حتى يصل حافلات القدس التي تنتظر في الجانب الآخر من المعبر والتي تقوم بنقلهم إلى منطقة باب العمود وسط البلدة القديمة".

ويضيف السائق يوسف: يتم تفريق الرجال عن النساء عند دخول المعبر ومن شدة الازدحام يضطر الرجال البحث عن نسائهم فترة طويلة وكثير منهم تفوتهم صلاة الجمعة وهم يبحثون عن بعضهم البعض بين الجموع الغفيرة .

مواجهات وإصابات

دخول معبر قلنديا في شهر رمضان معركة متعددة الأخطار، فالانتظار والاصطفاف ليست العقبة الأولى في هذه الرحلة الإيمانية، فبنادق الاحتلال تكون بالمرصاد لمن يحاول الاعتراض على إجراءات الاحتلال، ويصاب العديد بجروح من المواطنين وسائقي الحافلات.

السائقان محمد جعيدي ومهران دلال أصيبا بجروح متوسطة في الرأس وباقي أعضاء الجسد عندما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي باتجاه آلاف المصلين المتجمعين في ساحات المعبر في رمضان عام 2014 ،وكانت إصابة السائق جعيدي مباشرة في الرأس نقل على إثرها إلى المستشفى لوقف نزيف الجرح الذي أحدثته رصاصة أطلقها جنود الاحتلال.

وقال السائق جعيدي: كانت المشاهد صعبة عندما واجه عدد من المصلين الشباب تصرف الجنود الاستفزازي بإلقاء الحجارة عليهم بشكل كثيف حتى أن أرضية الساحات امتلأت بالحجارة التي ألقيت على جنود الاحتلال .

د.ياسر داود مدير دائرة البحوث في دار الإفتاء في الرام قضاء رام الله أصيب في رأسه بجروح متوسطة بعد انفجار قنبلة صوت في وجهه، وقال عن الحادثة: الاحتلال يحاول منع الفلسطينيين من دخول القدس حتى في شهر رمضان والذي يعلن فيها تسهيلات مزعومة للفلسطينيين، فمن يشاهد المعبر أيام الجمع في رمضان يتخيل أنه أمام بوابة لجحيم مستعر بالنيران، فالشمس حارقة وإجراءات الاحتلال أكثر ألمًا على المصلين من شدة الحر، وقد تعرضت لإصابة كادت أن تودي بحياتي وأنا أقف في طابور طويل ولم يتورع جنود الاحتلال من إلقاء القنابل على المصلين الكبار .

ظلم وقهر

الدكتور الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، قال لفلسطين: إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تحدد الفئات العمرية لدخول الأماكن العبادية، والقدس المدينة الوحيدة في العالم التي تمنع فيها الصلاة للمصلين نتيجة ظلم وقهر المحتل" .

وأضاف: ما يجري على معبر قلنديا لأهالي الضفة مسلسل يستمر حتى للمقدسيين داخل القدس الذين يضطرون للصلاة في أروقة الشوارع لمنعهم من قبل قوات الاحتلال التي تتواجد على بوابات المسجد الأقصى، والغريب أن هناك صمتا دوليا على هذا التصرف، بينما انتفضت الأمم المتحدة على هدم تماثيل لبوذا في افغانستان ولا تنتفض لمنع مئات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى الذي يتعرض للهدم والإزالة .

اخبار ذات صلة