قائمة الموقع

مناضل تونسي سابق: أُمنيتي أن أرى فلسطين محررة ولو دقيقة واحدة

2021-05-29T22:05:00+03:00
فلسطين أون لاين-وكالات

"أمنيتي أن أرى فلسطين محررة ولو دقيقة واحدة قبل مماتي"، كانت تلك كلمة التونسي المُناضل من أجل القضية الفلسطينية زايِد الطرابلسي، الذي انضم إلى المقاومة في سبعينيات القرن العشرين، وتدرج إلى أن أصبح ضمن الكتيبة الخاصة بحماية الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ونظراته مليئة بالفخر بالانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في صد هجمات الاحتلال، في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والأراضي المحتلة، يروي الطرابلسي لـ"الأناضول" قصته في صفوف المقاومة الفلسطينية، ومشاهد بقيت في الذاكرة خلال مئات المعارك التي خاضها.

ينحدر الطرابلسي، الستيني، من مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا، وعاش في جزيرة جربة قبل أن ينضم إلى المقاومة الفلسطينية عام 1977.

يقول الطرابلسي: "عام 1976 قررت الانضمام إلى المقاومة الفلسطينية، وبدأت رحلتي بتدريبات في ثكنات عسكرية في الجارة ليبيا، امتدت عامًا كاملًا، وبعدها انتقلنا إلى سوريا ثم إلى لبنان مشيًا".

الانتصار قريب اليوم

تدرج الطرابلسي في عمله إلى أن وصل إلى "القوة 17" الخاصة بحماية عرفات، وكانت تضم 3 عرب غير فلسطينيين، من ضمنهم هو (تونسي) وجزائري (يدعى خالد الجزائري) وليبي (من مدينة طرابلس).

أمضى الطرابلسي نحو 17 عامًا ضمن صفوف المقاومة الفلسطينية، شارك عبرها في مئات المعارك ضد الاحتلال الإسرائيلي.

يتذكر قائلًا: "عندما كنت في المقاومة كانت المعارك ضد العدو يومية تقريبًا، كانت أسلحتنا بدائية، لكن كان لدينا قناعة وإيمان بتحقيق النصر".

ويضيف: "اليوم أشعر بأن الانتصار قريب جدًّا، ومثلما حملت المشعل عن الجيل الذي سبقني، نريد اليوم أن نسلم هذا المشعل إلى جيل التسعينيات الذي يقود المعركة اليوم ضد العدو في فلسطين، وهذا ما أراه أيضًا في مسيرات الشوارع العربية".

وفي الأسابيع الماضية، وفي إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحي الشيخ جراح، قاد الشباب مسيرات شعبية في شوارع الكثير من المدن العربية وعدد كبير من عواصم العوالم، دعمًا للقضية الفلسطينية ونصرةً للمقاومة.

تونسيون في المقاومة الفلسطينية

ومنذ بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1920، انضم الآلاف من الشباب العرب لصفوف المقاومة الفلسطينية، ومنهم شبان تونسيون.

يقول الطرابلسي: "شارك الشباب التونسيون في صفوف المقاومة في ثورة عز الدين القسام عام 1936 وحرب 1948، وشاركوا أيضًا في حرب 1967 وحرب عام 1973 و1982 و1987 و2000".

وأكمل: "كان هنالك نحو 3 آلاف تونسي معي في المقاومة، ويوجد منهم إلى غاية الآن من هو في سجون الاحتلال، كما توجد مقبرة للتونسيين في فلسطين ممن شاركوا في حرب عام 1948".

عايش الطرابلسي عددًا من المناضلين الذين نفذوا عمليات فدائية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويشرح: "عايشت الشهيد التونسي ميلود نومة، الذي نفذ عملية الطائرة الشراعية واستُشهد فيها، كما أنني كنت شاهدًا ميدانيًّا على العملية التي قادتها الفلسطينية دلال المغربي، التي كان في توديعها ياسر عرفات وأبو جهاد قبل العملية".

وفي تشرين الآخر (نوفمبر) 1987 استشهد التونسي ميلود بن الناجح نومة مع عدد من زملائه في إثر تنفيذ عملية الطائرة الشراعية، التي قضي فيها على 6 جنود إسرائيليين.

وفي آذار (مارس) 1978 نفذت الفلسطينية دلال المغربي عملية فدائية استهدفت حافلة تابعة لجيش الاحتلال كان بداخلها 35 جنديًّا، قبل أن تستشهد في إثر العملية.

لقاءات عرفات بالرؤساء

في أثناء عمله في صفوف الفرقة الخاصة بحراسة الرئيس عرفات زار الطرابلسي عددًا من الدول العربية، وحضر اجتماعات مع عدد من الرؤساء العرب، منهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

يقول: "في أحد الاجتماعات قال لنا الرئيس صدام حسين: لولا التزاماتي؛ لكنت معكم في معركة التحرير".

يعمل الطرابلسي اليوم بعد عودته إلى تونس في أعمال البناء بجزيرة جربة.

ويقول: "الثورة الفلسطينية ليست مجرد حملٍ للسلاح، تعلمنا أن المناضل يقوم بكل شيء، ومن الأشياء التي تدربنا عليها هي توفير المؤونة والعلاج، وأحيانًا كنا نتحول إلى عناصر من الحماية المدنية".

ويطمح المناضل العتيق إلى الوقوف أمام تلاميذ المعاهد التونسية لتقديم دروس في القضية الفلسطينية، ليقول لهم: "أنا عامل البناء الذي لم أقرأ حرفًا واحدًا، وصلت إلى الثورة الفلسطينية وترقيت إلى أن أصبحتُ ضابط صف، وأبليت البلاء الحَسَن، فكيف بكم أنتم الذين تتعلمون؟!".

لقد تحررت فلسطين يا أبي

يتطلع الطرابلسي إلى رؤية فلسطين وقد تحررت بالكامل من الاحتلال الإسرائيلي، "ولو دقيقة واحدة" قبل مماته، مضيفًا: "أوصيت أبنائي أن يكتبوا على قبري: لقد تحررت فلسطين يا أبي".

ويمضي قائلًا: "لا يهمني مستقبلي ولا مالي ولا عمري ولا أي شيء، بوصلتي القدس الشريف، ولو عندي المال الآن لعدت إلى فلسطين وساهمت من جانبي في معركة التحرير".

ويختم بالقول: "لم يدفع أي شعب في العالم مثلما دفع الشعب الفلسطيني. الأمر أكبر من محارق النازية في ألمانيا، وقنبلة هيروشيما في اليابان، الشعب الفلسطيني يدفع الثمن منذ سبعين عامًا، ولا يزال الفلسطينيون صامدين، وهم الوحيدون الذين علموا العالم كيف يصنعون الأنفاق".

 

اخبار ذات صلة