فلسطين أون لاين

خاص رحل باكرًا.. الطفل حسين حمد أول شهداء العدوان على غزة

...
صورة ارشيفية
غزة/ جمال غيث:

لم يدر في خلد عائلة الطفل حسين حمد أنه سيكون أول شهيد من شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي بدأ يوم العاشر من أيار/ مايو الماضي واستمر 11 يومًا.

وبينما كان (حسين 11 عامًا)، يلعب أمام منزله في شارع القرمان في بلدة بيت حانون شمالي غزة، أصر على الذهاب مع صديق والده العشريني محمد علي نصير، لشراء طعام للحصان الذي يمتلكه والده ويساعده في نقل البضائع، حتى باغته صاروخ إسرائيلي.

كان الجو هادئا ولا يدلل على أي تصعيد، فالجميع من أهل المنطقة كانوا يجلسون لترقب أذان المغرب لتناول طعام إفطار يوم الـ28 من شهر رمضان، العاشر من أيار/ مايو، وفق منير حمد والد الطفل.

تعمد إسرائيلي

وما هي إلا لحظات حتى أطلق جيش الاحتلال أول قذيفة على المنطقة، وبدأ الصراخ يملأ الأرجاء ليخرج الأب من بيته مسرعًا، ليجد طفله حسين قد فارق الحياة ومزقته القذيفة إلى أشلاء، كما بدأ محمد نصير بالتقاط أنفاسه الأخيرة بعد أن نالت من جسده تلك القذيفة.

ويقول الأب: فقدت ابني البكر وودعته كأول شهيد سقط خلال العدوان، ولا أزال أشعر أنني وسط حلم، متسائلًا: "لما استهدف الاحتلال ابني؟ وما الذنب الذي ارتكبه؟!".

وبحزن يضيف الأب: "كان ابني صائمًا خلال استشهاده ومتفوقًا في دراسته، فكيف انتهت طفولته بسرعة؟ ولماذا حرمه الاحتلال من اللعب واللهو؟ ولماذا حرمه من ارتداء ملابس العيد التي اشتراها قبل أيام!".

وقبل أن يخرج "حسين" إلى اللعب ولشراء (طعام الحصان)، كان يقرأ القرآن، وتوقف عند سورة الروم، وفق والده، الذي كان يستمع إلى تلاوته بتمعن، وبمجرد أن أنهى ورده خرج أمام المنزل، لكن لم يعد إلا شهيدًا.

وبفقدان الطفل حسين انقلبت حياة عائلته رأسًا على عقب لكونه بِكر العائلة، ولم يرزق والده بعده إلا بثلاث بنات، ليردد الأب: "حسبنا المولى ونعم الوكيل".

وإلى الجوار من والد الطفل "حسين" يجلس عمه محمود 25 عامًا، في محاولة منه لتهدئة روع شقيقه والدعاء له.

ويقول العم إن ابن شقيقه أول شهداء العدوان، استشهد في أول قذيفة أطلقت على قطاع غزة، عند الساعة السادسة والنصف من مساء الـ28 رمضان.

ويلفت إلى أن "حسين" كان صائمًا وقد خرج من منزله، قبل نحو ثلاث ساعات من موعد الإفطار، للعب ولإحضار (طعام الحصان) لكن سرعان ما عاد شهيدًا بعد استهدافه بشكل مباشر.

ويشير إلى أن ابن شقيقه شكل فراغًا كبيرًا لدى أسرته لكونه كان نشيطًا ويساعد الجميع، ويلبي احتياجات المنزل، وزاد في مدحه: "كان مميزًا بين أشقائه، ويقع حبه في قلب كل من يراه ويتعامل معه".

ويختم عم الشهيد: "الشهيد حسين رجل بعمر طفل، لكن المولى كتب له هذه النهاية الجميلة بالموت شهيدًا صائمًا، ليرسل رسالة للعالم أن الاحتلال بدأ العدوان باستهداف وقتل الأطفال".

وخلف العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي استمر 11 يومًا 253 شهيدا، بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنًا، وإصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة.