تتخبط سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بسياساتها العقابية والنكراء في مدينة القدس المحتلة، فتارة تصعد الاعتقالات والاقتحامات اليومية لمنازل المقدسيين، وتارة توقف التأمين الصحي، وتصدر قرارات الإبعاد عن القدس ومسجدها المبارك فضلا عن فرض الغرامات والعقوبات المالية.
وتأتي هذه السياسات العنصرية في أعقاب فشل جيش الاحتلال مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، التي تمكنت من إطلاق مئات المقذوفات الصاروخية خلال أيام العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي خطوة جديدة، أقدمت سلطات الاحتلال على وقف التأمين الصحي لنشطاء مقدسيين، و16 أسيراً محرراً في القدس المحتلة وعائلاتهم، حسب ما ذكرت لجنة أهالي الأسرى.
تخويف وتخبط
ورأى الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، أن دولة الاحتلال تعيش في حالة تخبط خلال الفترة الأخيرة، عقب هزيمتها أمام المقاومة في غزة من جهة، وصمود المقدسيين من جهة أخرى.
وأكد أبو الحمص لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال كثّف من حملات الاعتقال وتحويل عدد كبير منهم للاعتقال الإداري، فضلا عن إجبار آخرين على دفع ضرائب باهظة، معتبراً ذلك "مخالفاً لكل القوانين الدولية".
وأوضح أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الممارسات إلى بث الرعب وتخويف المقدسيين، لكسر إرادتهم وإجبارهم على عدم مقاومته والخروج في هبّات جماهيرية رافضة لإجراءاته.
وشدد على أن المقدسيين يواجهون الاحتلال بإمكانياتهم الشعبية فحققوا انتصارات في جولات متعددة مثل البوابات الإلكترونية وصولًا لهبة باب العمود في شهر رمضان.
وبيّن أبو الحمص أن الاحتلال يسعى للاستفراد في المقدسيين وإبعادهم عن فلسطينيي الداخل، وصولاً للانقضاض عليهم وممارسة الإجراءات العنصرية بحقهم.
ودعا قوى العمل الوطني والفصائل إلى مواصلة حراكهم المناصرة للمقدسيين والمسجد الأقصى، كي لا يستطيع الاحتلال الاستفراد بهم.
خطوات "هستيرية"
وبحسب مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر، فإن الاحتلال لم يُخفي مساعيه الرامية للانتقام من المقدسيين في أعقاب هزيمته أمام المقاومة.
ووصف خاطر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، ممارساته الاحتلال ضد المقدسيين بـ "الهيسترية"، لكونها تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة والنيل من عزيمته.
ولفت إلى أن الاحتلال وسّع حملات الاعتقالات وسحب الامتيازات من النشطاء والمواطنين في سبيل الضغط عليهم، "لكنه لم يُحقق الهدف الذي سعى إليه بفعل صمود المواطنين".
وأوضح أنه رغم ممارسات الاحتلال القمعية فإن أهدافه لم تتحقق، وما زالت التحركات مستمرة في الأقصى وحي الشيخ جراح وبلدة سلوان وغيرها من الأحياء المقدسية، مما يدّلل على فشل الاحتلال الذريع بالنيل من عزيمة المقدسيين.
وقال خاطر: "رغم توقف المقاومة العسكرية فإن الجولات الشعبية مستمرة وتؤثر في استقرار دولة الاحتلال"، مستبعداً أن تنجح كل محاولات الاحتلال بوأدها.
وشدد على أن "انتصار المقاومة في غزة شحذ همّة المقدسيين ورفع من معنوياتهم، في حين دمّر معنويات جنود الاحتلال ودفعهم لإجراءات هستيرية".
ومنذ مطلع شهر رمضان، تنفذ قوات الاحتلال حملات اعتقالات مكثفة في جميع أحياء مدينة القدس المحتلة، طالت الشبان والأطفال والنشطاء، وازدادت شراسة عقب انتصار المقاومة وتصديها للعدوان الإسرائيلي على غزة.

