قائمة الموقع

ستة أحياء في سلوان تواجه معركة التهجير والتطهير العرقي

2021-05-27T12:59:00+03:00
صورة أرشيفية
فلسطين أون لاين

تتعرض ستة أحياء في قرية سلوان جنوب المسجد الأقصى، لأبشع معركة تهويد وتطهير عرقي للسكان الفلسطينيين الأصليين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في سبيل تكثيف الاستيطان والمشاريع التوراتية.

ويسعى الاحتلال إلى تصفية الوجود الفلسطيني في سلوان وتغيير الهوية في محيط المسجد الأقصى، تمهيدًا للانقضاض على الأقصى وتغيير واقعه، وصولًا لإقامة الهيكل المزعوم، عدا عن أنها ذات قيمة تاريخية.

وتضم سلوان 12 حيًّا، منها 6 أحياء مهددة وهي وادي الحلوة، والبستان، وبطن الهوى، وواد الربابة، وواد ياصول، وعين اللوزة، ومجموع سكانها أكثر من 15 ألف مواطن، ما يتطلب حراكًا جادًّا لمواجهة سياسات الاحتلال العنصرية.

يقول الناطق باسم أهالي حي سلوان فخري أبو دياب: إن منطقة سلوان الممتدة على 5640 دونمًا، تضم 59 ألف نسمة، هي الحامية والأقرب للمسجد الأقصى، لذلك تتعرض لاستهداف كبير من سلطات الاحتلال.

ويوضح أبو دياب خلال حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يدَّعي أن منطقة سلوان تعود لليهود منذ أكثر من 2000 عام، مستدركًا: "لكن لم يثبت في كل الحفريات أي دليل على مزاعمهم".

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لتفريغ هذه الأحياء وإقامة حدائق توراتية، وتكثيف مشاريع الاستيطان وإنشاء القطار الهوائي، تمهيدًا للدخول للمسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، لافتًا إلى وجود 78 بؤرة استيطانية في منطقة سلوان حتى الآن.

وشدد على أن سلوان لها قيمة تاريخية وتضم كنزًا من الآثار لذلك يعمل الاحتلال على طمسها وسلخها عن الإرث الحضاري، وصنع تاريخ مزور يدلل على أحقيته فيها.

وأكد أن مواجهة مخططات الاحتلال، تكون بالصمود والثبات في الأرض، والالتفاف حول الأحياء المهددة، مطالبًا بضرورة تقديم دعم حقيقي من الفصائل والمؤسسات الرسمية الفلسطينية، وصولًا لانكفاء الاحتلال.

وبيَّن أبو دياب، أن الاحتلال يسعى الآن لتحقيق انتصار ولو وهميًّا على حساب العائلات الفلسطينية، بعدما فقد هيبته خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة.

وشدد على أن محاكم الاحتلال تحاول جر قضايا التهديد والتهجير من نزاع قانوني، إلى سياسي أيديولوجي، من أجل إثبات وجوده على الأرض وتحقيق انتصار وهمي، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني يمتلك كل الأوراق الثبوتية بملكيتهم لأرض فلسطين، ولكن الاحتلال عكس ذلك.

هدف للاستيطان

من جانبه، أكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري، أن معظم منطقة سلوان تُشكّل هدفًا كبيرًا للاحتلال بهدف إقامة المشاريع الاستيطانية، بزعم ادعاء ملكيتهم للأرض لما قبل عام 1948م.

وأوضح حموري خلال حديث لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يدَّعي ملكيته للأرض الفلسطينية، رغم عدم وجود أوراق ثبوتية لديه، مشددًا على أن "محاكم الاحتلال تشكل أداة لصالح المستوطنين على حساب الفلسطينيين".

وبيّن أن الاحتلال يسعى لتفريغ قرية سلوان والقدس من الفلسطينيين بشكل كامل، لتنفيذ مخططاته الاستيطانية ومحاولات إثبات هويته المزيّفة.

ولفت إلى أن سلوان تُشكل أهمية كبيرة للاحتلال، لكونها أقرب المناطق للمسجد الأقصى وسور القدس وحائط البراق، كما تضم انفاقًا واصلة لأسفل البلدة القديمة، وتقع ضمن منطقة "الحوض المقدس".

وأكد ضرورة الوجود الفلسطيني في معركة القدس، لكونها أقوى سلاح لمواجهة الاحتلال وسياساته العنصرية، لافتًا إلى أن استمرار الوجود الفلسطيني في القدس يمثل "شوكة في حلق المستوطنين وحكومة الاحتلال ومخططاته".

و"سلوان"، هي القرية الأكثر التصاقًا بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي.

وتُعد من القرى الكبيرة بفلسطين، وأكثرها سكانًا في التاريخ المعاصر، وفيها عين ماء مشهورة تسمى عين سلوان وفيها مواقع تاريخية هامة، وكانت مصدر مياه البلدة القديمة في القدس عبر التاريخ، وعبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة القدس الأصليون)، وما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا.

اخبار ذات صلة