فلسطين أون لاين

​رمضان يُنعِش الأقصى بالقوافل

...
القدس المحتلة / غزة - هدى الدلو

يؤلمهم أن يروا الأقصى حزينًا، مفرغًا من أهله ومصليه، ويجوب فيه المستوطنون كيفما يشاءون، وتزداد غصتهم أكثر في شهر رمضان عندما يتخذ الاحتلال الإسرائيلي إجراءات للتضييق عليهم، ومع ذلك عملوا على إنعاش القدس بزوارها ومصليها في هذا الشهر الفضيل، وأسرجوا الأقصى برباطهم، فشدوا الرحال وسَيَّرُوا قوافل لأداء الصلاة فيه، فكان مشروع شد الرحال "قوافل الأقصى" في شهر رمضان المبارك.

منسقة مشروع "قوافل الأقصى" في جمعية الأقصى مدلين عيسى قالت لـ"فلسطين": "انطلقت فكرة المشروع بسبب إغلاق المناطق الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة) عام 1993م، وفصلها عن القدس, ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الذين يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى لأجل تأدية الواجب الديني".

وبينت أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على جعل الدخول إلى القدس من المناطق الفلسطينية المحتلة محدودًا, وانتخابيًّا، وفي معظم الحالات يكون الإغلاق شاملًا، نتيجة للواقع السياسي الأمني، وقد أثر ذلك على الحضور اليومي للمسلمين في المسجد الأقصى, وهذا من شأنه أن يزيد التهديد على المسجد الأقصى، خاصة في شهر رمضان.

وأيضًا زاد طلب اليهود "المتدينون" على دخول ساحات المسجد الأقصى للصلاة فيه, ومنهم من يطالب بهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" مكانه، قالت عيسى: "إن صمام الأمان للوقوف أمام هذه الهجمة المهددة للمسجد الأقصى هو حضور المسلمين إليه من أهل الداخل الفلسطيني".

وفي شهر رمضان المبارك وما يصاحبه من أجواء خاصة في مدينة القدس، وعلى خلفية الواقع المفروض فيها أطلِق مشروع "قوافل الأقصى".

وبينت عيسى أن هذه المناطق بعيدة نسبيًّا عن القدس, والوضع الاقتصادي عند أغلبهم دون المتوسط، وأن هؤلاء المسلمين حاليًّا لا يحتاجون لشدهم الرحال أسبوعيًّا أو شهريًّا إلى المسجد الأقصى إلى سوى وسائل مواصلات، وتذكيرهم بدورهم ومسؤولياتهم في الحفاظ على المسجد الأقصى، والحضور إليه، مشيرة إلى أن عددًا من الناس يذهب بسيارته الخاصة, وبعضهم ينظمون رحلات غير دورية.

أهداف القوافل

وتبلغ أجرة الحافلة 620 دولارًا، تشمل أجرة المرشدين والمرافقين في الحافلات، وتعد جمعية الأقصى والمقدسات الإسلامية النشرات والإعلانات الدعوية والتوعوية، وتوزعها في مدن وقرى الداخل الفلسطيني (يشمل ذلك المدارس والجامعات)، لحث الناس على زيارة الأقصى، وتوفر موارد مالية تدعم الرحلات المدرسية, ورحلات الجمعيات, وبيوت مسنين، إذا ما كان وجهتها المسجد الأقصى.

ويرمي المشروع _خاصة في شهر رمضان_ إلى زيادة حضور المسلمين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى بتشغيل حافلات من البلدات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني (أكثر من 20 بلدة وقرية)، فعلى مدار العام تسير 120 حافلة شهريًّا، أي ما يقارب 5500 مصل ومعتكف شهريًّا، ويرتفع العدد ارتفاعًا ملحوظًا إلى 1000 حافلة في رمضان.

وأضافت عيسى: "هذا إلى جانب تنظيم رحلات مدرسية, ورحلات للجمعيات, وبيوت المسنين إلى المسجد الأقصى، وإصدار نشرات إعلانات لتذكير هؤلاء المسلمين بواجب زيارة المسجد الأقصى، خاصة في الظروف الحالية".

الأجواء الروحانية التي يفرضها الزمان (وهو رمضان) والمكان (وهو المسجد الأقصى) تنغصها تضييقات شرطة الاحتلال، وتوقيف الحافلات ومنعها من الوصول إلى مدينة القدس، واعتقال بعض المصلين والمندوبين في البلاد، وإخضاعهم لعشرات التحقيقات، حسبما أفادت عيسى، التي ختمت: "لكن مع كل ذلك صامدون مستمرون، لن تزيدنا هذه التضييقات إلا قوة وثباتًا، إن شاء الله".