فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

لازاريني: لا خطّة بديلة لوجود أونروا في الأراضي الفلسطينيّة

مستجدَّات جديدة حول حادثة إطلاق قنابل ضوئيَّة على منزل نتنياهو

حماس تردُّ على مزاعم "إسرائيليَّة" حول انتقال قيادات الحركة من قطر إلى تركيا

فقدوا الكثير من أوزانهم... 280 أسيرًا قاصرًا يعانون التَّعذيب والتَّجويع في سجن مجدو

ومبادرة الخيمة الرمضانية

بـ"الصدقة الجارية".. الصديقات يودعن "نادية"

...
هدى السراج
غزة/ ريما عبد القادر:

ما أجمل الصداقة الصادقة في كل معاني حروفها، وأن تمتد من جذور الدنيا إلى ثمرة الآخرة، وتكون أكثر من مجرد حديث وأوقات مشتركة يقضيانها بالمرح وتناول الشوكولاتة، وشرب النسكافية، والعمل معًا، بل هي صداقة أعمق من ذلك بكثير، خاصة حينما ترحل إحدى الصديقات بموت مفاجئ، في تلك اللحظة رغم الدموع التي تنهمر من القلب الأمر يحتاج إلى الصبر أكثر.

هذه المشاعر التي عايشتها هدى السراج حينما ودعت جثمان صديقة الطفولة جارتها وزميلتها "نادية"، فأرادت أن تربط هذه الأخوة بهدية تقدمها لها تطبق بها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ..."، حتى يتواصل لها الأجر، خاصة في شهر رمضان.

الصداقة الطيبة

الأمر كان مفجعًا لهدى (31 عامًا) حينما علمت بوفاة صديقتها نادية في أثناء الولادة، الأمر الذي جعلها تبكي على هذا الرحيل الصعب على قلبها، ومع ذلك شعرت بأن صديقتها لا تحتاج منها للبكاء؛ فهي الآن بحاجة إلى شيء أفضل من ذلك، إذ تقول لصحيفة "فلسطين": "أول ما فكرت به هو أن أقدم لصديقتي شيئًا يمتد لها بها الأجر، فوجدت الصدقة الجارية".

وتتابع: "كان في ذهني أمران يتمثلان في: سقيا ماء، ومساعدة عائلة فقيرة جدًّا في استكمال بناء بيتها".

ولتحقيق ذلك أخبرت هدى مديرة مدرستها -وهي المدرسة التي كانت تعمل فيها نادية سابقًا- عن الفكرة التي وجدت منها ترحيبًا كبيرًا، ونشرت إعلانًا لمن تريد المشاركة من المدرسات أو الطالبات، بحيث تشارك كل منهن بــ5 شواقل (يقابلها تقريبًا دولار وربع)، وبالفعل وجدت تفاعلًا كبيرًا، وهنالك من تبرع أكثر من ذلك بكثير.

وأخذت هدى تتحدث عن صديقتها وأخلاقها العالية، فكانت محبوبة ولها أثر أينما حلت، وهي حافظة للقرآن وقد سمعته كاملًا على جلسة واحدة قبل مدة قصيرة من وفاتها، إذ توضح أنها شعرت ببركة الأمر والتيسير من الله (تعالى) في هذا العمل، فحينما نشرت الفكرة على (فيس بوك) وجدت إقبالًا طيبًا، والأغرب من ذلك أن كثيرًا من الذين شاركوا لم يعلموا من نادية.

وبعد أن أخذت تردد الحمد والشكر لله رب العالمين على توفيقه لها في القيام بهذه الصدقة، تتابع حديثها: "بفضل الله (تعالى) استطعت تقديم مساعدة للعائلة الفقيرة، وكذلك المساهمة في حفر بئر ماء حتى يكون لصديقتي صدقة سقيا ماء، خاصة في شهر رمضان".

خيمة رمضان

وهذه المبادرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ تشير إلى أنها بين مدة وأخرى تطلق مبادرات خير حسب الحاجة، وفي الوقت ذاته تحب التجديد في فعل الخير، فمرة أطلقت مبادرة مساعدة العرائس الفقيرات في توفير الأشياء التي يحتجن إليها ولا يستطعن شرائها.

ومن المبادرات الجميلة الأخرى تذكر مبادرة تجهيز المواليد للأمهات الفقيرات اللاتي لا يستطعن شراء الحاجات المهمة لوليدهن.

وأما رمضان فله نكهة خاصة إذ تعمل على إنشاء الخيمة الرمضانية، وعن فكرتها تبين هدى أنها تتمثل في تقديم طرود غذائية تقدم للعائلات الفقيرة، إضافة إلى توزيع مساعدات نقدية.

هذه رسالة لك بأن تنتقي صداقة طيبة تمتد أثرها بعد وفاتك، في الدعاء لك والصدقات التي تكون في حاجة ماسة لها بعد أن تفارق هذه الحياة، والأمر الآخر أنك تستطيع فعل الخير، وإن كنت لا تملك مالًا؛ فأبواب الخير في رمضان كثيرة، فبادر إليها حيث المستطاع.