فلسطين أون لاين

تشجع على العبادات في رمضان

سوزان ونوار ترسمان الفرح للأطفال بـ"مرحبًا يا هلال"

...
جنين-غزة/ ريما عبد القادر:

بالألوان الزاهية والرسومات الجميلة وزينة الهلال والفانوس جسدت سوزان جرار وطفلتها نوار مفكرة رمضانية للأطفال، تحتوي على سجل يومي لكل يوم في الشهر الفضيل، تذكر فيها أيام الصيام والعبادات بطريقة تناسب أعمارهم الصغيرة، وتحثهم على فعل الخير.

وكلما أحرز الطفل تقدمًا في العبادات كانت له مكافأة تشجيعية من الأهل، ويوضع في مربع المفكرة ملصق جميل، وهذا الأمر حافز لهم على الصلاة والصوم، والذكر وتلاوة القرآن.

تنمية الأطفال

وجاءت المفكرة الرمضانية المميزة في رحلتها مع الطفل على مدار 30 يومًا؛ لتعمل على تنمية الطفل من جانب العبادات، إذ تقول سوزان لصحيفة "فلسطين": "فكرت مع طفلتي في عمل جهد مشترك في تعزيز الجانب الروحي والعاطفي والنفسي لدى الأطفال، بحيث يكون اللبنة الأساسية التي نبني عليها شخصياتهم، فبلورت المفكرة الرمضانية التي تساعد الأهالي على تحقيق النمو السليم روحيًّا، ونفسيًّا، وجسديًّا".

وتتابع في الحديث عن فكرة "مرحبًا يا هلال": "أسعى من وراء المدونة إلى أن أساهم في تشجيع الأطفال على أداء العبادات المتنوعة في شهر رمضان المبارك، منها: الصيام، والصلاة، والأذكار، وقراءة القرآن، وتحفيزهم على أداء الصدقات، وأخلاقيات الصيام الحميدة، كالصبر والتسامح".

وبالألوان والرسومات الجميلة تحرص على أن توثق، وتشجع الطفل على القيام بالسلوكيات الطيبة بحيث يشعر في نهاية الشهر بأنه أنجز شيئًا عظيمًا، يجعله يفتخر بنفسه ويضعه على الطريق السليم في فهم وتطبيق العبادات الأساسية، وأهم من ذلك هو أن تبنى علاقة الأطفال بخالقهم الله (عز وجل) على الحب، فذلك سيجعلهم أكثر سعادة في أداء العبادة.

مرحبًا يا هلال

وتتكون مدونة "مرحبًا يا هلال" من باقة من المعلومات التي تتعلق بالشهر المبارك، إضافة إلى مساحات للتسلية، والرسم والتلوين والتدوين في المواضيع ذات العلاقة بالشهر الفضيل.

استشارة ومشاركة طفلتها نوار ذلك ساعدها كثيرًا في معرفة الطريقة المناسبة لتقديم هذه الفكرة بما يتناسب مع سن الطفل، إذ تقول نوار (ثمانية أعوام) لصحيفة "فلسطين"، وهي تشعر بالفخر بهذا العمل: "عملت مع أمي وقتًا طويلًا حتى أنجزت هذه المفكرة فكنت أتشاور معها في تقديمها بشكل جميل، وهي تشجع الأطفال على الصيام، وتجعلهم يربطون فكرة العبادة بالراحة النفسية والسعادة".

وتتابع: "أحب الله (تعالى)؛ فهو الرحمن الرحيم، فأردت مع والدتي بهذه المفكرة أن أظهر ذلك".

وتعرضها للبيع بأسعار زهيدة حتى تراعي الوضع المالي للأهل، بحيث يستطيع اشتراءها أكبر عدد من الأطفال حتى تعم الفائدة منها.

التفكير الإيجابي

والخبرة العملية والعلمية في مجال الاتصال لسوزان جعلتها تعمل على إنشاء منصة في (فيس بوك) باسم "ماذا لو" تهدف إلى التنمية الفكرية الإيجابية للطفل، إذ توضح أنها بمنزلة مكان لنقاش الأفكار المتعلقة بالأطفال، بحيث تبحث بمشاركة الأهالي عن سبل تقديم الدعم النفسي والعاطفي والروحاني للأطفال بالأدوات والأساليب العلمية المدروسة، وعلى رأسها " التدوين".

وتشير إلى أنها أطلقت ثلاث مدونات منشورة، منها "مرحبًا يا هلال"، و"ماذا لو كنت حبة دونتس؟"، فكل حبة "دونتس" لها طعم منفرد وخاص ومميز، لكن جميع قطع "الدونتس" مصنوعة من العجين نفسه، فهذا يُساعد الطفل على فهم الاختلافات وقبولها، وتعلم قيمة التنوع.

وأما "ماذا لو لديك ببغاء؟" فإنها تهدف إلى تعزيز التفكير غير المقولب في أشياء قد تبدو اعتيادية، ومساعدة الأطفال على رسم ملامح شخصية متفردة لكل منهم، وليس مجرد نسخ صغيرة مكررة من الأشخاص.

وكذلك تبحث المنصة في العديد من المواضيع، مثل: فوائد التفكير الإيجابي، والذكاء العاطفي، والتعامل مع مختلف أنواع المشاعر، وغيرها من العناوين المهمة التي تتعلق بالأطفال.

وترجع سوزان بداية انطلاقة فكرة المدونات إلى أنها في مدة الحجر الصحي من العام الماضي كانت تبحث مع طفلتها عن نشاطات تشغل وقتها بالشيء المفيد، فكانتا تقضيان ساعات طويلة في الرسم والتلوين، والخوض في محادثات مطولة عن كل شيء في هذا الوقت.

وتوضح أن هذا شجعها على أن تنقل هذه التجربة من طريق مدونات لمشاركة التجربة مع الأطفال، بحيث ينشغلون بشيء مفيد بدلًا من قضاء الوقت قبالة الشاشات الإلكترونية.

ما التدوين؟

ولمعرفة ماهية التدوين، تذكر سوزان أنه عبارة عن تخصيص مفكرة يكتب فيها الشخص أفكاره، وآماله ومخططاته وما يرغب بتحقيقه، أو تعلمه، ويمكن باختصار القول: "هي كتاب عنوانه (أنت) وتكتبه بخط يدك".

وعن فائدة التدوين للأطفال، تبين أنها طريقة رائعة للتعرف إليه، وتعزيز شعوره بذاته، وتقوية ثقته بنفسه من حيث شعوره بأهمية رأيه، وتميز شخصيته.