فلسطين أون لاين

المدائح النبوية.. عشقٌ يُغذي أرواح الصائمين

...
محمود خلة
غزة- مريم الشوبكي:

في الأمسيات الرمضانية، قبل انتشار كورونا، وفي المساجد والأماكن العامة والبيوت كانت تصدح أصوات المداحين الذين يقيمون سهرات في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، بجانب الابتهالات والتواشيح الدينية، لا آلات موسيقية ترافقهم سوى الدف.

وتكثر في رمضان أمسيات المديح النبوي، التي تداعب الروح وتثير الاشتياق والحب للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، لكن مع جائحة كورونا تقلصت هذه الأمسيات، وبعضهم اكتفى بإقامتها عبر البث المباشر في مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول المداح محمود خلة: "في الآونة الأخيرة انتشرت فرق المديح النبوي في قطاع غزة انتشارًا كبيرًا، بديلًا أساسيًّا لحفلات الزواج (الأعراس) المصحوبة بالمعازف والكلمات الصاخبة".

ويوضح خلة لصحيفة فلسطين أن المديح ينشط عادة بشكل كبير جدًّا في شهر رمضان المبارك، في الإفطارات الجماعية وليالي القيام، مبينًا أنه يقدم المديح عبر الإذاعات المحلية والفضائية لتوفير جو ديني مصحوب بذكر الله والصلاة على رسوله الكريم، وترطيب قلوب الناس.

ويشير إلى أن الناس يطلبون المديح في مناسباتهم الخاصة كالعقيقة مثلًا، والولائم الجماعية، والمؤسسات والمساجد وأوقات العبادة المعروفة في رمضان.

ويلفت خلة إلى أن طلب الابتهالات والتواشيح الدينية يكثر في الشهر الفضيل، لأن الابتهال الديني يخص مدح الله (جل وعلا).

ويذكر أنه التزامًا بقرار وزارتي الصحة والداخلية بخصوص الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، يخرج عبر صفحته الشخصية ببث مباشر لإحياء أمسية مديح وابتهالات، بديلًا عن الاحتفالات الوجاهية.

المداحة رنا رضوان صاحبة فرقة مديح نسائية تقيم من جهتها أمسيات مديح نبوي على مدار العام، مبينة أن الطلب على إقامتها يزداد في شهر رمضان.

تقول رضوان لصحيفة فلسطين: "في هذا الشهر على وجه الخصوص تتوق النفوس إلى الأمسيات النورانية المحمدية، التي تثلج الصدور وتزيل الهموم وتفرح القلب الحزين بمدح الهادي الأمين".

وتوضح أن الفرقة تحاول الجمع بين المديح النبوي، والتراث الشعبي أي الأناشيد الوطنية القديمة.

أما المداح عبد الباسط مسعود فيقول: "أي عبادة أجمل من ذكر الله (عز وجل)، والصلاة على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟! لذلك تكون الرغبة في عقد الأمسيات الدينية والاحتفالات الرمضانية أكثر في رمضان من غيره من الشهور".

ويشير مسعود في حديثه مع صحيفة "فلسطين" إلى أنه قبل انتشار كورونا كانت الأمسيات الرمضانية لا تقتصر على المساجد فقط، فالمؤسسات الخيرية كانت تضيف فرق المديح النبوي في إفطاراتها الجماعية، وكذلك الوزارات والمؤسسات الأخرى وفي الخيم الرمضانية، والمسابقات، وغيرها الكثير من الأنشطة والبرامج الدينية.

ويلفت إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على المديح النبوي في رمضان أكثر من الإنشاد الديني، لما للمديح من طرب خاص وأجواء إيمانية خالصة تجعل المؤمن يزداد قربًا من ربه (سبحانه وتعالى)، مبينًا أن المديح النبوي يتميز بسهولة الألحان والكلمات، ما يجعل المستمع يطرب لها ويرددها بسهولة ويسر.

ويذكر مسعود أن هناك مزيجًا بين المدائح النبوية والتواشيح والابتهالات في رمضان، خصوصًا في وقت السحر وقبيل أذان المغرب، إذ تكون رغبة الناس في الاستماع للتواشيح أكثر، لذلك تعرض بعض المقاطع المرئية عبر الوسائل الإعلامية في تلك الأوقات.

ويوضح أن جائحة كورونا أثرت كثيرًا في إقامة بعض الفعاليات والاحتفالات والأمسيات، لكنه يضاف عبر العديد من القنوات الفضائية ومن طريق البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى صفحة الفرقة، ما يتيح للمشاهدين المتابعة والاستماع للمديح النبوي.