قائمة الموقع

النكبة واحتلال القدس.. أحداث تاريخية تنكأ جراح الفلسطينيين!

2021-05-10T13:49:00+03:00
صورة أرشيفية

تُشكِّل النكبة الفلسطينية والتي تصادف ذكراها الـ 73 في 15 مايو/أيار الجاري حدثًا مفصليًّا في تاريخ الشعب الفلسطيني لما ترتب عليها من تهجير شعب أعزل من أرضه.

وتأتي الذكرى السنوية بالتزامن مع تصاعد انتهاكات الاحتلال في الأراضي المحتلة وخاصة مدينة القدس وما تشهدها أحياؤها من اعتداءات متكررة ومتنوعة وصلت إلى حد تهجير المواطنين من منازلهم في حي الشيخ جراح، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.

وانتهاكات الاحتلال إن لم تكن وليدة اليوم، فهي غير مسبوقة وفق ما يرى مراقبون، وتهدف إلى تهويد المدينة وإضفاء الطابع اليهودي على أحيائها وتهجير سكانها الأصليين، في وقت تحاول (إسرائيل) الاستفادة من قرار معلن للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بأن القدس عاصمة لها، تزامنًا مع حالة تطبيع مع دول عربية.

ويقول الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى: إن الانتهاكات بدأت في فلسطين بعد تأسيس منظمة "هاشومير" الصهيونية سنة 1909، كمنظمة إرهابية هدفها التسليح والقتل وترهيب أبناء الشعب الفلسطيني.

وبيَّن عيسى لـ "فلسطين" أن المنظمة كان من أبرز أهدافها السيطرة على أراضي المواطنين بحجج واهية واستقدام اليهود من دول مختلفة إلى فلسطين التاريخية، إذ وصل عدد من تم استُقدِموا عام 1929، إلى 156 ألف مستوطن يهودي، وما بين 1930 و1935 استُقدِم 132 ألف يهودي.

وتزامن ذلك مع مزاعم المنظمة أنها اشترت 229 ألف دونم في الأراضي المحتلة، وهذا غير صحيح، بل إن العملية تمت بالسيطرة من أجل إقامة مستوطنات ومستعمرات عملت المنظمة على حمايتها من خلال عناصرها، مستفيدة من تسهيلات وفرها الانتداب البريطاني لتغلغل اليهود في الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها والحصول على السلاح كذلك.

وبيَّن أن الهدف من ذلك؛ ترهيب المواطنين وتهجيرهم إلى أن حدثت النكبة سنة 1948؛ المحطة التاريخية الأهم فلسطينيًّا، ورافقها تهجير 957 ألف مواطن فلسطيني وتدمير 541 قرية ومدينة وخربة، وآنذاك استطاع الاحتلال السيطرة على الجزء الغربي لمدينة القدس، ومساحته 21 كيلومترًا مربعًا آنذاك.

وأشار عيسى إلى أنه بحلول "النكسة" سنة 1967، احتلت (إسرائيل) ما تبقى من القدس وأصبحت بشقيها الغربي والشرقي، تحت السيطرة العسكرية للاحتلال، وأعلنت أن القدس عاصمة موحدة حتى جاء قانون "الكنيست" في 31 يوليو/ تموز1980 والذي اعتبر القدس عاصمة أبدية لـ(إسرائيل).

وذكر أنه في العام ذاته صدر قرار مجلس الأمن الذي طالب الدول بسحب بعثاتها الدبلوماسية ردًّا على قانون "الكنيست".

وسائل التهويد

وذكر عيسى أن (إسرائيل) منذ احتلالها القدس بدأت في تهويد المدينة بكل الوسائل، من خلال بناء الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، حتى وصلت إلى أكثر من 30 نفقًا، إضافة إلى حفريات مستمرة أسفل أحياء وقرى القدس.

ولفت إلى تغيير الأسماء العربية إلى العبرية حتى أصبح في القدس أكثر من 6 آلاف اسم عبري، ما بين معالم وأحياء وقرى، إضافة إلى تغيير مصادرة الأراضي وبناء 29 مستوطنة داخل القدس منها 15 في الجزء الشرقي منها.

ونبَّه إلى أن الاحتلال وصل إلى مرحلة السيطرة على 87 بالمئة من مساحة القدس، مع تهويد ما نسبته 97 بالمئة من المدينة عادًّا أن هذه الأرقام وقائع أليمة جدًا نتيجة سياسات الاحتلال الذي استفاد من سياسات دول عربية مطبعة.

وبيَّن أن هبة المقدسيين عند باب العمود وفي المسجد الأقصى والشيخ جراح، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن المقدسيين قادرون على الصمود والتصدي لانتهاكات الاحتلال واعتداءاته.

وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، خطر الأوضاع في الأراضي المحتلة وخاصة مدينة القدس، مشددًا على ضرورة اتخاذ إستراتيجيات جديدة تتبنى أساس ترتيب البيت الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بإلقاء الشعارات ورغم أهميتها، في وقت تحتاج فيه القدس وأهلها إلى برامج سياسية واقتصادية وتربوية وتعليمية، ودعم صمود المواطنين هناك لاستمرار ثباتهم على أراضهم في وجه انتهاكات الاحتلال.

صمود المقدسيين

وقال المحلل السياسي ساري عرابي: إن سياسات الاحتلال في جميع مناطق القدس المحتلة تسعى (إسرائيل) من خلالها لتكريس استعمارها في المدينة وتهجير السكان المقدسيين باستخدام مجموعة من الأدوات والأساليب والوسائل المتواصلة طوال السنوات الماضية.

وأشار عرابي لـ "فلسطين" إلى أن استمرار الاحتلال في هدم منازل المقدسيين بحجة البناء بدون ترخيص، ومنعهم التوسع والبناء وملاحقة المقدسيين في جميع مناحي الحياة.

وبيَّن أن سياسات الاحتلال تتصاعد في القدس بعد فصلها عن الضفة الغربية بجدار الفصل العنصري ومجمعات استيطانية قطعت الامتداد الجغرافي الطبيعي للمدينة مع الأراضي الفلسطينية التي لا تزال عرضة لمشاريع التوسع الاستيطاني.

واعتبر أنه لولا جدار الفصل الذي يحول دون وصول أهالي الضفة الغربية إلى القدس المحتلة لما استطاع المستوطنون بحماية قوات الاحتلال، اقتحام المسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين، وكذلك بسكان القدس.

وذكر عرابي أن الاحتلال ينفذ خطوات ممنهجة في القدس أولها تقليل عدد الفلسطينيين في المدينة، وتقييد إمكانية وصول المواطنين إليها من خارج القدس وخاصة الضفة وأراضي الـ 48، والحد من المصلين والزوار للمسجد الأقصى، تزامنًا مع بدء عمليات التقسيم الزماني للمسجد المبارك، إضافة إلى مخطط التقسيم المكاني.

وعدَّ عرابي أن صمود أهالي القدس في وجه انتهاكات الاحتلال كفيل أن يفشل جميع مخططات الاحتلال بعد نجاحهم في إزالة البوابات الإلكترونية، والحواجز عند باب العمود وفشل الاحتلال في منع المصلين من الصلاة في الأقصى.

اخبار ذات صلة