صبيحة أول يوم رمضاني، يقصد الرجال الأسواق لشراء الملوخية، وبعد أذان العصر تفوح رائحة الثوم من البيوت، ولا تحلو دون طبق الفتة الفلسطينية بدقة الفلفل الحارة وعليه الدجاج المشوي، في طقس رمضاني أصيل.
باللون الأخضر للملوخية والأبيض للفتة تعود كثير من الفلسطينيين أن يزينوا موائد إفطارهم في أيام رمضان، لا سيما أول يوم، تفاؤلًا بالخير، إذ تنتقي أمهات إعداد طبخة حصرًا من هذين اللونين اللذين أصبحا طقسًا لا يمكن أن يمر رمضان دونه.
لكن هذه العادة ليست محل رضا عند آخرين، وتثير "جدلًا" أستعتمد أم لا على موائد إفطار الشهر الفضيل؟
وتقول المقدسية بيان شريتح: "العائلات المقدسية عادة ما تقبل على إعداد الملوخية أو المقلوبة، وهي العادة الأقرب لأهل الخليل".
تضيف شريتح لصحيفة "فلسطين": "نحرص على شراء مشروبات التمر الهندي والخروب واللوز، والحمص والفلافل هي أساس سفرة رمضان، إذ نبتاعها من طريق الحرم".
أما حياة أبو هاشم من حي الصبرة بمدينة غزة فتحرص على صنع الملوخية والمقلوبة أول وجبة إفطار في رمضان، عادة ورثتها عن والدتها وحماتها أيضًا التي تصنع الفتة بدلًا من المقلوبة.
وتقول حياة (65 عامًا): "لا أعلم من بدأ هذه العادة، ولكن ما عرفته من والدتي أنهم كان يتباركون بصنع أكلة باللون الأخضر في بداية السنة الهجرية أو الميلادية أو شهر رمضان، تفاؤلًا بهذا اللون ليعم الخير والبركة".
أما سجود عجور فاعتادت طبخ الملوخية في رمضان منذ زواجها قبل خمسة أعوام، إذ تجتمع مع زوجها وإخوته وأبنائهم في بيت حميها في أول يوم لرمضان، فيفضلون التجمع على سفرة واحدة في هذا الشهر.
وتقول سجود (28 عامًا) لـصحيفة "فلسطين": "لديهم عادة جميلة أيضًا أنهم يزورون في اليوم الأول أو الثاني الابنة الكبرى معًا، وفي أغلب الأيام الرمضانية نتناول معهم وجبة الإفطار".
وتتابع: "لست مع الطقس الرمضاني الذي ينص على طبخ الملوخية لأنني لا أفضلها البتة، لذا لا ألتزم بإعدادها في بيتي، وإنما أستبدل بها الفتة أو المقلوبة، أو طبيخ اللبن".
وطبق الملوخية أيضًا طقس رمضاني سائد في مدينة قلقيلية، أما في القرى فلا يلتزم أهلها بهذه العادة بل يعدون أي أكلة على وجبة الإفطار، بحسب إفادة جعفر غانم.
ويلفت غانم (36 عامًا) إلى أن المؤكد هو اجتماع الإخوة وزوجاتهم وأبنائهم في بيت الأب في أول يوم من رمضان، لأنه شهر الألفة والمحبة واللمة الجميلة.
