قائمة الموقع

لتعليمه الصيام.. أشركي طفلك في وجبتي السحور والإفطار

2021-05-10T13:41:00+03:00

لا تكتمل فرحة الصيام إلا بوجود جميع أفراد الأسرة على وجبتي الإفطار والسحور، وتعويد الطفل -وإن لم يبلغ سن الصيام- أجواء الشهر الفضيل بإشراكه في العبادات أو الإعدادات، ما ينعكس بالإيجاب عليه وعلى ذويه، ويعمل على تغذية الجانب الروحاني لديه.

بعضٌ يمكن أن يتهاون في هذا الأمر بداعي صغر السن، وتخلصًا من إزعاجه في هذين الوقتين تحديدًا، ولكن مشاركة الطفل في الوجبتين الوحيدتين في هذا الشهر ترسخ لديه المعاني الدينية والروحانية في هذا الوقت من العام، وتبقى محفوظة في ذاكرته حتى الكبر.

إحسان أبو جراد (30 عامًا) لديها ولدان، منذ اليوم الأول لولادتهما اتفقت هي وزوجها على تربيتهما تربية إسلامية خالصة، من تحفيظهما القرآن منذ الصغر، وتعوديهما الذهاب إلى المسجد والتصدق.

تقول أبو جراد من خان يونس لصحيفة "فلسطين": "الولدان في سن 8 و10 سنوات، بدأت تعويدهما الصيام بالتدريج منذ أن بلغا السادسة، والفضل يعود إلى زوجي الذي يتولى التمهيد لهما بتبسيط المعاني الإيمانية للصيام وماهيته وأهميته للمسلم".

وتتابع: "عند بلوغهما الثالثة كنت أحرص على إشراكهما في تناول وجبتي الإفطار والسحور في حال كانا مستيقظين، ومع مرور الوقت أصبحا يطلبان مني إيقاظهما لمشاهدة وسماع المسحراتي".

وعن إعدادهما نفسيًّا لاستقبال رمضان؛ تبين أنها ليلة ثبوت الهلال اصطحبتهما لاختيار الفانوس الذي يريدانه، وتحضر أطعمة السحور والإفطار أيضًا حسب ذوقهما.

أما علا أبو سيدو (33 عامًا) من مدينة غزة فترى أن مرحلة إعداد الطفل للصيام فيها مشقة تتطلب من الأم أن تتغلب على عاطفتها قليلًا، وتتعامل بحزم دون عنف مع طفلها الذي لن يقوى على مواصلة الصيام في البداية.

تقول أبو سيدو: "لدي ثلاثة أطفال دون سن السادسة، أحرص على إشراكهم في تنسيق سفرة الإفطار والإعداد لها، والإجابة عن أسئلتهم عن عدم تناول الطعام إلا عند سماع صوت أذان المغرب، حتى باتوا يرفضون تناول الأكل رغم جوعهم وينتظرون الأذان".

وتكمل: "أوقظ أطفالي على وجبة السحور حتى يتعودوا هذه العادة على مدار الشهر والأعوام القادمة، وأيضًا أعودهم صيام العصافير، أي حتى أذان الظهر، ثم إطالة المدة بالتدريج، ولكن في حال لم يقوَ أحدهم على إكمال ساعات صومه لا أرغمه على المواصلة".

في حين تتعامل جمانة صبيح بمبدأ الثواب مع أطفالها لتشجيعهم على الصيام، بزيادة مصروفهم اليومي، أو شراء حلويات يحبونها أو ألعاب يفضلونها لها علاقة بشهر رمضان.

وترفض صبيح (29 عامًا) في حديثها مع صحيفة "فلسطين" إطعام بعض الأمهات أطفالهن حتى لا يزعجوهن وقت الإفطار، لأنهن بذلك يهدرن فرصة عظيمة لربطهم بعبادة الصوم، وتوصيل مفهوم تناول المسلم هذه الوجبة في هذا الوقت تحديدًا.

الوازع الديني

بدورها تقول الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة: "تحبيب أداء العبادات إلى الطفل يقوي الوازع الديني لديه ويجعله يثابر لأدائها، لذلك حري بالأهالي اتباع أساليب التربية الإيجابية بعيدًا عن العنف والتوبيخ فلا إفراط ولا تفريط، وإعطاء الطفل دورًا في المهام في إعداد موائد الإفطار، وتحضير الطعام، وتنسيق الديكور".

وتضيف السعايدة لصحيفة "فلسطين": "يأتي رمضان ولا تزال جائحة كورونا تضرب العالم، وتفرض الحجر المنزلي على الناس، لذا يجب على الأهل أن يستثمروا أوقات الصلوات في البيت وإشراك أطفالهم فيها، أو تركهم يحضرون لزاوية العبادات في البيت واختيار الأدوات لها".

وتبين أن الطفل يتعلم بالنمذجة من متابعته سلوك والديه ومشاهدة استعدادهما لتحضير وجبة الإفطار، وحرصهما على الاستيقاظ للسحور.

وتلفت السعايدة إلى أن فرض الصيام على الطفل يتطلب من الوالدين تثقيفه دينيًّا وتهيئته نفسيًّا، بشرح ماهية الصيام ووقته وكيفيته.

وتنصح بعدم عزل الطفل عن أجواء إعداد المائدة وتجهيز الطعام، لأن فيها غرس الاستعداد لرمضان، وتشجيع الطفل على فعل الصيام بتقديم الهدايا الرمضانية له كالفانوس والقمر المضيء، وتشجيعه بالألعاب واختيارها على أن تناسب المرحلة العمرية والجنس والميول.

وتؤكد السعايدة أن إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية ضرورة كمساعدة المحتاجين وتفقد الجيران، وصلة الرحم، التي تبني شخصيته وتصقلها وفقًا لمبادئ الدين وتكوين شخصية الطفل المستقبلية.

وتحث الأهل على أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم بالسلوك الحسن بدلًا من تعليمه لهم بالتلقين، واستغلال الفرصة لتوعية الأطفال الأمور الدينية، واستثمار رمضان بالتقرب من الأبناء وإشراكهم في الأنشطة الاجتماعية.

 

 

اخبار ذات صلة