فلسطين أون لاين

نصائح لمريض السكر في شهر الصوم

...
غزة- مريم الشوبكي:

مع بدء شهر رمضان يجهز مرضى السكري أجسادهم لصيام نهاره الطويل دون إصابتهم بمشاكل صحية قد تودي بحياتهم، باتخاذ احتياطاتهم في تعديل جرعات الدواء المستخدمة، ومراقبة أي أعراض طارئة لإحسان التعامل معها.

يأتي رمضان وفيروس كورونا ما زال مستوطنًا في العالم للسنة الثانية على التوالي، فماذا يجب على مرضى السكري فعله في رمضان لرفع مناعتهم ومقاومة الفيروس؟

يبين اختصاصي الغدد الصماء والسكري د. أشرف السويركي أن هناك ثلاث مخاطر في رمضان يمكن أن تصيب مرضى السكري: هبوط سكر الدم، وارتفاع سكر الدم، والجفاف ومخاطر حدوث الجلطة.

أول هذه المخاطر -وهو هبوط سكر الدم- يوضح السويركي لصحيفة "فلسطين" أنه يحدث عند المرضى الذين يتناولون الأقراص الفموية التي تزيد من إفراز الأنسولين من البنكرياس، مثل: الداونيل، والدياميكرون، والأماريل.

ويلفت إلى أن نهار رمضان طويل، ومن المتوقع أن يصاب مريض السكري بهبوط سكر الدم في المدة الممتدة من قبل أذان العصر حتى أذان المغرب.

وينصح السويركي من يتناولون هذه الأنواع الثلاثة من الأقراص بتجنب بذل جهد كبير، ومن عمله يتطلب مجهودًا كبيرًا بأن يتركه أو يؤجله إلى ما بعد تناول وجبة الإفطار.

ومن المخاوف أيضًا يذكر أنه يمكن أن يصاب المريض بارتفاع في سكر الدم، وربما حدوث ما يعرف بالحامض الكيتوني، وغالبًا يحدث ذلك عند مرضى السكري من النوع الأول.

سفرة مائدة الإفطار غالبًا تكون مليئة بالعديد من الأطباق المالحة والحلويات والنشويات، وهذا يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم عند مرضي السكري، لا سيما الذين يخففون جرعة العلاج من الأنسولين أو الأقراص، لأنهم يخشون حدوث هبوط في سكر الدم في نهار رمضان، وفقًا لحديث السويركي.

والتخوف الثالث حدوث جفاف لدى مريض السكري، يشير إلى أنه يحدث حينما تكون مدة الصيام طويلة مع درجات حرارة مرتفعة في الصيف، وهذا الجفاف يؤدي إلى لزوجة في الدم تؤدي إلى حدوث الجلطات، فوجب على مريض السكري الإكثار من شرب السوائل والماء في المدة الممتدة بين الإفطار والسحور وتوزيعها على فترات.

وينبه السويركي إلى أن من المضاعفات حدوث انخفاض في سكر الدم أو ارتفاع، فالانخفاض يحدث نتيجة تناوله دواء السكر والامتناع عن الأكل طوال النهار.

أما ارتفاع السكر فيذكر أنه يحدث نتيجة خوف المريض من الإصابة بالهبوط، فيضطر إلى تناول سكريات وحلويات بكمية كبيرة على وجبة الإفطار، لأنه يعتقد أنها تخزن في الدم، حتى لا يضطر إلى قطع الصيام، أو يمتنع عن أخذ العلاج خوفًا من حدوث هبوط السكر في الدم، فيصاب بنوبات ارتفاع سكر الدم وقت الصيام، الذي يؤدي إلى غيبوبة ارتفاع سكر الدم، أو حدوث الحامض الكيتوني، أو ارتفاع الأسيتون غالبًا عند مرضى النوع الأول من السكري.

ويدعو مريض السكر، إذا شعر في أي لحظة أن لديه ارتفاعًا شديدًا في سكر الدم أكثر من 300، أو شعر بانخفاض السكر في الدم لأقل من 70، إلى أن يفطر حتى لو بقي دقائق على أذان المغرب.

وعن إمكانية إصابة مريض السكري بكورونا يقول السويركي: "إن مرضى السكري كغيرهم من المصابين بأمراض مزمنة لديهم مناعة أقل من الأصحاء، فعندما تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة لا تعمل الخلايا المقاومة جيدًا على محاربة الهجوم المعدي للفيروسات، ما يسمح للعدوى بالانتقال بشكل سريع وخطر".

وينصح مرضى السكري بتعزيز مناعتهم بعدم التعرض للجفاف، وشرب الكثير من الماء على فترات ما بين الإفطار والسحور.

ويحث السويركي على اتباع نظام غذائي متكامل البروتين أساسي فيه، إضافة إلى الأطعمة الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة، والخضراوات، والفاكهة الملونة، والمحافظة على وزن جسم صحي.