قائمة الموقع

"الباكورة" و"اللسي" عادات رمضانية أصيلة في باكستان

2021-05-01T13:10:00+03:00

هل ذهبت إلى جمهورية باكستان الإسلامية من قبل؟ إن كانت إجابتك "لا" إذن استعد وجهز حقيبة سفرك لترتحل معنا إلى حيث الجمال، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتهم اليومية.

هناك لرمضان نكهة وأجواء إيمانية تزيد من دقات القلب حبًّا لهذا البلد، خاصة أن عربات التمر تنتشر في البلاد، ويُجهز مشروب الشاتو المصنوع من الفاكهة المجففة التي تسبق رؤية الهلال؛ فوجودهما يعلن اقتراب الشهر الفضيل.

زينة الإيمان

معظم الدول العربية والإسلامية تهتم بزينة رمضان، خاصة الفانوس والهلال، ويعد ذلك جزءًا مهمًّا من الترحيب بالشهر المبارك، إلا أن الحال مختلف في باكستان؛ فهم لا يهتمون بهذه الزينة، فلا تجد شوارعها ومحلاتها وبيوتها مزينة بها، وعوضًا عن ذلك يعلقون زينة الإيمان في أفئدتهم، إذ تقول الفلسطينية نسمة غزال التي تقيم في باكستان مع عائلتها منذ أعوام: "عادة في فلسطين نهتم بتعليق الزينة، خاصة الفانوس، لكنني لا أجد ذلك في باكستان، فليس من عاداتهم تعليق الزينة".

وتتابع حديثها مع صحيفة "فلسطين": "إلا أنهم يهتمون بما هو أهم من الزينة، وهو إقامة موائد الإفطار في الأماكن العامة، بحيث توفر وجبات إفطار للصائمين، خاصة الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز الإفطار، إذ تنتشر هذه الموائد كثيرًا".

ومن جميل أفعالهم الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ تروي موقفًا حدث معها: "كنت في العيادة أنتظر قدوم دوري فذهبت حتى أشرب، وشربت سريعًا وأنا واقفة؛ فكل من كان نظر إلي نظرة استغراب لهذا الفعل، لأنهم من المحال أن يشرب أحدهم وهو في موضع الوقوف، إنما يحمل كوب الماء إلى حيث موضع جلوسه وبعد ذلك يشربه، إذ يفعلون ذلك اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا جعلني أشعر بتعظيم السنة لديهم والعمل بها عند شرب الماء".

ومن الأشياء الطيبة التي وجدت شعب باكستان يحرص عليها وضع ماء وحبات التمر والعصير داخل كيس صغير، يوزع في مفارق الشوارع قبل وعند أذان المغرب على الصائمين من تأخر وصولهم إلى البيت.

الإفطار على مرحلتين

من عاداتهم الرمضانية أنهم لا يفطرون مرة واحدة، إنما على فترتين، إذ تبين نسمة أنه بعد أذان المغرب يأكلون وجبة خفيفة تتمثل في تناول السمبوسك الباكستاني، الذي تتكون حشوته من البطاطا المسلوقة مقطعة مكعبات صغيرة، تمزج مع البصل الأحمر الذي يُفرم ناعمًا ويضاف إليه بذور الخردل، وثوم مفروم ناعمًا جدًّا، وفلفل حار، وزنجبيل مبشور، وكركم، وعصير الليمون الحامض، والكزبرة المورقة الطازجة، إضافة إلى الفلفل الأسود والملح، وجرام ماسالا (وهي مزيج من التوابل الهندية).

ومع السمبوسك تتناول الفاكهة والباكورة، ولمعرفة ماهية الباكورة تشير إلى أنها من الأكلات الباكستانية الشهيرة، وتعد جزءًا من الموروث لديهم، إضافة إلى كونها طعامًا ذا قيمة غذائية مفيدة، فهي تتكون من البطاطا المسلوقة، ويوضع عليها الثوم والبقدونس والكزبرة ودقيق الحمص ودقيق أبيض وملح، وفلفل أسود، وتمزج كلها وتلقى بالزيت الحار بعد أن تُكون منها العديد من الكرات، وهنالك من يعمل الباكورة بالبيض.

ومن مشروباتهم المفضلة شراب اللسي ذو القيمة الغذائية العالية، إذ تبين نسمة أنه يتكون من اللبن، ويوضع عليه الماء البارد، ويضاف إليه الفلفل الأخضر الحار المفروم والكمون والملح والفلفل ويخفق جيدًا، وبعد ذلك توضع عليه أوراق النعنع قبل تقديمه، ويتناول مع الوجبة الأولى التي تسمى "إفطاري" التمر والماء.

وبعد تناول هذه الوجبة تكون صلاة التراويح قد اقترب موعدها فيُجهز للصلاة، وبعد صلاة التراويح والعودة للمنزل تكون الوجبة الرئيسة للإفطار، وغالبًا الطعام لا بد أن يحتوي على الدجاج أو اللحم.

تجهيز المساجد

ومن الأمور المحببة إلى شعب باكستان تلاوة القرآن الكريم، إذ تذكر نسمة أنه غالبًا يُختم ثلاث مرات في هذا الشهر الفضيل: مرة في منتصف الشهر وثانية في ليلة الـ27، وأخرى في الأيام المتبقية من رمضان.

وتشير إلى أن المساجد تُجهز قبل قدوم رمضان ويُطلى بعضها إن احتاج الأمر لذلك، ويُعرف الفقراء في المناطق القريبة لكل مسجد لتقديم المساعدة لهم، ويُهتم بالتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم للشباب والأطفال.

ومهما اختلفت العادات والتقاليد بين الشعوب العربية والإسلامية في ضيافتها لهذا الشهر الفضيل؛ فإنها تحرص على الطاعات وفعل الخيرات ومساعدة الفقراء بقدر ما تجود به نفوس أبنائها؛ فهو شهر عزيز جدًّا على قلوب المسلمين في أنحاء العالم.

 

اخبار ذات صلة