على أنغام الأناشيد الثورية والحماسية التي تساند وتدعم الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، تعالت الزغاريد من أمام خيمة دعم وإسناد الأسرى المقامة وسط ساحة السرايا بمدينة غزة، ابتهاجًا بانتصارهم على السجان بعد 40 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأطلقت أمهات الأسرى الزغاريد، مرددات الهتافات الحماسية والداعمة للأسرى بعد إنهاء إضرابهم الذي بدأ في 17 أبريل الماضي، وانتهى اليوم بالتوصل إلى تفاهمات واتفاق مع إدارة سجون الاحتلال بالاستجابة لمطالب الأسرى، بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان المبارك.
وتبادل الأهالي والأسرى المحررون والمختصون والعاملون في هذا المجال، العناق والتبريكات فيما بينهم بانتصار الأسرى، رافعين صورًا للمعتقلين، وسط تكبير وتهليل من الأهالي الذين احتشدوا أمام خيمة دعم وإسناد الأسرى.
وبعد نجاح إضراب الأسرى قررت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، فك خيمة دعم وإسناد المضربين عن الطعام التي أقيمت منذ بداية الإضراب في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.
حقوق مسلوبة
وأطلقت والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود، سيلًا من الزغاريد ابتهاجًا بانتصار الأسرى على إرادة السجان والاستجابة لمطالبهم المشروعة والعادلة.
وقالت بارود لصحيفة "فلسطين": "كنت على يقين بأن إضراب الأسرى سرعان ما سينتهي باستجابة إدارة السجون الإسرائيلية لمطالبهم".
من جهتها، أكدت الأسيرة المحررة فاطمة الزق، أن الأسرى يبدعون بأمعائهم الخاوية وبإرادتهم وصمودهم في نيل حقوقهم ومطالبهم.
وهنأت الزق في حديث لصحيفة "فلسطين"، الأسرى القابعين خلف السجون وأمهاتهم والشعب الفلسطيني بانتصارهم، مضيفة: "إن فرحتنا لن تكتمل حتى تحرير الأسرى كافة من خلف السجون".
من جهته، قال عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية مصطفى المسلماني: تمكن الأسرى من انتزاع حقوقهم من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: "انتصرت إرادة الأسير الفلسطيني وانكسرت إرادة السجان"، لافتًا النظر في الوقت ذاته إلى أن الانتصار جاء نتيجة التأييد والالتفاف من قبل أبناء الشعب الفلسطيني مع الأسرى.
وفي حال حاول الاحتلال التنصل من مطالب الأسرى، أكد المسلماني لصحيفة "فلسطين": في حال تنصل الاحتلال من بعض بنود الاتفاق سيضطر الأسرى للعودة للإضراب المفتوح عن الطعام، داعيًا الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسرى ومساندتهم في انتصارهم.
انتزاع الحقوق
وتمكن الأسرى وفق مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، من تحقيق إنجاز جديد ومهم يحسب للحركة الأسيرة لا سيما بعد أن أضربوا عن الطعام لأكثر من 40 يومًا تعرضوا خلالها للجوع والألم والحرمان.
وقال قنديل لصحيفة "فلسطين": "إن هذا الإضراب مكن الأسرى من تحقيق إنجازات عدة في مقدمتها علاج الأسرى المرضى وإنهاء العزل الانفرادي، وزيادة عدد الزيارات، ووقف الاقتحامات الليلية، وغيرها"، لافتًا إلى أنه "رغم أن الإضراب لا يلبي جميع مطالب الأسرى إلا أنه يؤسس لمرحلة جديدة في نزع الحقوق من الاحتلال".
ونظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية مؤتمرًا صحفيًا أمام خيمة التضامن مع الأسرى المقامة في ساحة السرايا، وأكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس ياسر صالح، انتصار الأسرى على السجان رغم محاولات الالتفاف عليه.
وشكرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، خلال المؤتمر الصحفي، المتضامنين والمساندين إلى جانب الأسرى كافة طوال فترة إضرابهم المفتوح عن الطعام، داعية لمواصلة دعم ومساندة الأسرى حتى إنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم من خلف السجون.
يشار إلى أن الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال خاضت 23 إضرابًا عن الطعام منذ عام 1967.
وكان آخر الإضراب الجماعي الذي خاضه الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال عام 2014، واستمر (63) يومًا، مع التأكيد أنه ومنذ عام 2012، نفذ الأسرى لا سيما الإداريين عشرات الإضرابات الفردية، والتي ما زالت مستمرة.
وجرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال في سجن نابلس في أوائل عام 1968، حين خاض المعتقلون إضرابًا عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجًا على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد جنود الاحتلال، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية. ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.