سادت حالة من الغضب الشديد في صفوف مستفيدي الشؤون الاجتماعية بغزة بعد قرار صرف جزء من قيمة استحقاقاتهم اليوم الاثنين.
وأمس أعلن وزير التنمية الاجتماعية في حكومة رام الله أحمد مجدلاني، صرف شيكات الشؤون بقيمة 750 شيقلًا لجميع المستفيدين من برنامج الأسر الفقيرة.
وشكَّل هذا الإعلان، أمس، مفاجأة كبيرة للمستفيدين من شيكات الشؤون بعد انتظار طويل استمر أشهُرًا.
وبرر مجدلاني إعلانه هذا بسبب الأزمة المالية التي تمر بها سلطة رام الله، مشيرًا إلى تأجيل الدفعات المتبقية لشهر ٩ المقبل، نظرًا لتأخُّر أموال الاتحاد الأوروبي.
لكن جبر جعرور أحد المستفيدين، رفض بشدة هذه المبررات وقال إنه يريد استحقاقه بالكامل لتلبية طلبات زوجته وأبنائه الستة (4 أبناء وبنتين)، يسكنون في شقة تتبع المشروع الإسكاني التركي في منطقة جحر الديك، شرق المحافظة الوسطى من قطاع غزة.
وأضاف لصحيفة "فلسطين" أنه لن يتمكن من شراء ملابس العيد لأبنائه لكونه غير قادر على توفير الطعام والشراب لهم.
يعرف جعرور البالغ (36 عامًا) جيدًا أحواله الاقتصادية الصعبة وعدم قدرته على إعالة أسرته بسبب غضروفين في العمود الفقري، جعلته غير قادر على العمل، لكنه يعتمد إلى حدٍ كبير على شيك الشؤون الاجتماعية الذي يتقاضاه ويصرفه على أسرته.
وأكمل: أنه كان ينتظر مبكرًا بشغف صرف شيكات الشؤون لتلبية طلبات أبنائه من ملابس عيد وغيرها، مع استمرار إلحاحهم عليه.
وتابع: شيك بقيمة 750 شيقلًا أقل من نصف المبلغ الذي أحصل عليه كل بضعة أشهر تتراوح بين 4 و5 أشهر، وبقيمة كاملة تصل إلى 1800 شيقلًا. صراحة لا أعرف ماذا سأفعل بهذا المبلغ الصغير، فالالتزامات والديون أصبحت كبيرة جدًا.
وتختلف قيمة شيك الشؤون ما بين عائلة وأخرى، إذ تتراوح بين 750 و1800 شيقل، وذلك وفق الحالة الاجتماعية، وعدد أفراد الأسرة والطلبة الجامعيين فيها، والحالات المرضية.
والمشكلة ذاتها تواجه المسنة افتخار حسان، والتي تستأجر ونجلها المتزوج وابنتها منزلًا صغيرًا في حي الدرج شرق مدينة غزة، بقيمة تصل إلى 400 شيقل شهريًّا لم تعد قادرة على تسديدها.
وقالت حسان لـصحيفة "فلسطين" إنها أصبحت مديونة لصاحب البيت بإيجار أكثر من 4 شهور، متسائلة: ماذا بإمكاني أن أفعل براتب شؤون أنتظره منذ أن حصلت على آخر دفعة في ديسمبر/كانون أول 2020.
وتابعت: كيف يمكن أن يتم تأجيل باقي قيمة الدفعة المقرر استلامها اليوم، إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل؟ كيف لنا أن نصبر على هذا التأخير وليس لنا مصادر دخل آخر؟
وأشارت إلى أن زوجها كان بسبب مرضه يحصل على شيك الشؤون الاجتماعية بسبب حالته المرضية التي عاناها، وعدم قدرته على العمل، وتحول الشيك إلى اسمها بعد وفاة زوجها عام 2010.
ولفتت إلى التزامات متعددة ملقاة على عاتقها دون وجود أي مصدر دخل، منها الإيجار الشهري، الطعام الشراب، العلاجات، وغيرها.
ويعاني قطاع غزة حصارًا إسرائيليًّا منذ سنوات طويلة أوجد حالة كبيرة من الفقر وضاعفتها الإجراءات العقابية التي أقرها رئيس السلطة محمود عباس في عام 2017، وتركت تداعيات خطِرة على الأوضاع الإنسانية بغزة، وفق مراقبين.