دخل تطبيق "انستغرام" مؤخرًا بقوة على مسار تغطية اعتداءات جيش الاحتلال ضد المقدسيين في باحات المسجد الأقصى، والمرابطين في حي الشيخ جراح، رغم محاولات إدارته التي تتبع "فيسبوك" حظر الحسابات النشطة.

وساهم العديد من النشطاء والمؤثرين عبر موقع "انستغرام" في تغطية اعتداءات الاحتلال من خلال البث المباشر، ونقل الصور ومقاطع الفيديو، وهو ما جعلهم مصدرًا لفضائيات عالمية، ومواقع إخبارية حول العالم.

واستخدم النشطاء حيلة ذكية لخداع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي وتجنُّب حذف بثهم، من خلال استضافة مؤثرين ذوي عدد كبير من المتابعين على البث المباشر، ما يعني وصول هذا البث لجمهور كبير جدًا، وحدوث تفاعل مؤثر.

مدير مركز "صدى سوشيال" إياد الرفاعي، أكد أن النشطاء والمؤثرين عبر موقع "انستغرام" نجحوا في تغطية الأحداث في مدينة القدس المحتلة، وداخل باحات المسجد الأقصى المبارك، من خلال خاصية البث المباشر.

وقال الرفاعي في حديثه لـ"فلسطين": "تمكَّن النشطاء من خلال البث المباشر عبر انستغرام من تجنُّب ملاحقة إدارة الموقع لهم وإغلاق حساباتهم، لكون ملاحقة بعض المصطلحات من قبل إدارته ليست سهلة".

وأضاف الرفاعي: "كانت التغطية الأبرز للمؤثرين عبر موقع انستغرام هو تغطية أحداث الشيخ جراح، كما كان لهم دور مميز في تغطية أحداث باحات المسجد الأقصى، لأن جمهور الانستغرام فئات مختلفة عمريًّا، وفكريًّا، والوصول إلى هذه الفئات يُعد أمرًا مهمًا جدًا".

وبيَّن أن موقع "انستغرام" وما وثَّقته كاميرات النشطاء والمؤثرين، حول حي الشيخ جراح، واقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدائهم على المصلين، كان مصدرًا للفضائيات العربية والعالمية.

وأوضح أن إدارة انستغرام لم تترك المؤثرين والنشطاء الذين غطوا أحداث مدينة القدس المحتلة، حيث أغلقت بعض الحسابات مؤقتًا لمدة ساعتين ثم أعادت فتحها من جديد، لتعود إلى التغطية من جديد.

وشدد مدير مركز "صدى سوشيال"، على ضرورة استمرار النشطاء والمؤثرين عبر موقع "انستغرام" من تغطية أحداث مدينة القدس، وتوثيق اعتداءات الاحتلال المتواصلة، خاصة أصحاب الحسابات الذين لديهم عدد كبير من المتابعين، بسبب أهمية هذا التطبيق، ومدى انتشاره.

المختص في مواقع التواصل الاجتماعي، محمود حريبات، أكد أن أحد أسباب نجاح نشطاء ومؤثري موقع "انستغرام" في نقل وتغطية أحداث القدس سريعًا، يعود إلى تحديثات الموقع الأخير.

وأوضح حريبات في حديثه لـ"فلسطين أن النشطاء وظَّفوا التحديثات الجديدة خاصة عبر خاصية البث المباشر، في نقل الأحداث في مدينة القدس المحتلة، وهو ما ساهم في إيصال ما يحدث في المدينة لعدد واسع من المتابعين حول العالم، قُدِّر بالملايين.

وبيَّن حريبات أن موقع "تويتر" شهد تغطية واسعة أيضًا من خلال عدة هاشتاغات كان أبرزها "القدس أقرب" ووصل إلى 7 ملايين تغريدة، وهاشتاغ أنقذوا الشيخ جراح، الذي انتشر في أكثر من دولة عربية مثل الأردن، والكويت.

ولفت إلى أن ما حدث بين تغطية مشترك من النشطاء عبر موقع "انستغرام" و"تويتر" تعد عملية تكميلية بين أدوات ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، لتغطية وتوثيق أحداث باحات المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح.

وأشار إلى أن شركات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تواجه المحتوى الفلسطيني، وتحذف منشورات وفيديوهات تتعلق بتغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية، بدءًا من "فيسبوك"، و"انستغرام" وتطبيق "تيك توك".

وذكر أن "انستغرام" حذف هاشتاغ الأقصى عبر منصته ضمن محاربة المحتوى الفلسطيني، والتنكيل الإلكتروني، في حين لا تحذف المواد التحريضية التي تدعو إلى القتل والتدمير التي ينشرها المستوطنون.

وشدد على ضرورة وجود تواصل رسمي بين الوزرات والمؤسسات الحقوقية من أجل المحافظة على الهوية الفلسطينية، ومخاطبة إدارة تلك المنصات، لوقف "المجازر" التي تُنفِّذها بحق الحسابات الفلسطينية.