أكد المختص في شؤون القدس والأقصى رائد دعنا، أن شرطة الاحتلال تنفذ اعتقالات جماعية في مختلف أحياء القدس المحتلة، واصفًا الوضع في المدينة بأنها على "فوهة بركان".
وبين دعنا لصحيفة "فلسطين" أن الاعتقالات تركزت في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة في محاولة إسرائيلية لإفراغ القدس والأقصى من المصلين استعدادًا لاقتحامه يوم الـ 28 من رمضان.
وقال: يعمل الاحتلال جاهدًا من أجل اعتقال جميع النشطاء والفاعلين في القدس والأقصى ومن لديه القدرة على تشكيل حراك رافض لجرائم الاحتلال في القدس، مشددًا: "رغم كل محاولات الاحتلال اعتقال وإبعاد المقدسيين فسيفشلون في نهاية المطاف أمام صمود المقدسيين وثباتهم ودفاعهم".
وأضاف: لا تتوقف مساعي الاحتلال ولو للحظة عن محاولات تفريغ القدس والأقصى من النشطاء في الميدان تمهيدًا لاقتحامه يوم غد ومحاولة فرض أمر واقع جديد.
وصف دعنا القدس والأقصى بفوهة البركان الذي سرعان ما يثور في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، مشيرًا إلى أن بركان الأقصى على وشك الانفجار في وجه الاحتلال ومستوطنيه ما دامت لم تتوقف الهجمة الممارسة ضده.
وذكر أن التحشيد الإسرائيلي بالقدس يأخذ بُعدَين؛ أحدهما يقوده متطرفون بزعامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يدعم فكرة اقتحام القدس والأقصى من أجل تغيير معالمه وتحقيق مكاسب له، والبعد الثاني يقوده كتاب وصحفيون يدعون إلى عدم الإقدام على اقتحام الأقصى، لأنه بركان سينفجر فيهم وسيكون له ارتدادات قوية.
ودعا شعوبَ وعلماء الأمة العربية والإسلامية والدعاة والخطباء إلى مضاعفة جهودهم لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ودعم صمود المقدسيين، والتصدي للهجمات الإسرائيلية الرامية لتفريغه من المصلين وسكانه.
وكان مركز معلومات وادي حلوة بالقدس قد نشر معطيات بشأن عمليات الاعتقال في القدس، مؤكدًا أنها لم تتوقف منذ اليوم الأول لشهر رمضان.
وأوضح أن الاعتقالات التي تتصاعد يوميًّا تركزت بداية الشهر في منطقة باب العمود والشوارع المحاذية لها. وخلال الأسبوع الأخير سجلت عشرات الاعتقالات من حي الشيخ جراح، عقب قمع الفعاليات المناهضة لقرارات إخلاء منازل الحي.
وبين المركز أن القوات اعتقلت منذ بداية رمضان ما يزيد على 230 مقدسيًا جُلهم من الشباب ومن وبينهم فتية ونسوة، مشيرًا إلى أن جميع المعتقلين من منطقة باب العمود أو الشيخ جراح، واعتُدي عليهم بالضرب المبرح خلال الاعتقال والاحتجاز، ومنهم من نقل لتلقي العلاج في المستشفيات والمراكز.
وذكر المركز أن معظم المعتقلين أفرج عنهم دون تقديم لوائح اتهام ضدهم، وبعضهم أفرج عنه بشرط الإبعاد عن القدس القديمة، أو منطقة باب العمود والشوارع المحاذية لها فقط، أما اعتقالات الشيخ جراح فأفرج عن المعتقلين بشرط الإبعاد عن الحي أو عن مدينة القدس بأكملها "لأهالي الداخل الفلسطيني".
وتأتي المداهمات بعد المواجهات التي شهدتها مناطق مختلفة في القدس، الليلة الماضية، أبرزها في المسجد الأقصى المبارك وباب العمود وحيّ الشيخ جرّاح.
وكانت "منظمات الهيكل" المزعوم أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى، في 28 من رمضان، الموافق 10 أيار الجاري، لمناسبة ما يسمى "يوم القدس" الذي يوافق احتلال المدينة عام 1967 وفق التقويم العبري.
وأعلنت جماعة "أمناء الهيكل" المتطرفة أنها ستنظم مسيرة لجمهورها تبدأ في تمام الساعة 9:00 صباحًا من أمام باب الخليل ومن ثم تتوجه إلى المسجد الأقصى لاقتحامه، و"استعادة الهيكل الأسير" من "الاحتلال العربي الإسلامي"، وفق تعبيرها.