قالت مؤسسة "القدس الدولية"، إن المعركة التي تدور رحاها في مدينة القدس الحتلة، وعمليات تنكيل الاحتلال بالمصلين في المسجد الأقصى المبارك، مقدمةٌ لاعتداءٍ واسعٍ يستهدف "الأقصى" وحي "الشيخ جراح" وساحة "باب العمود"، في الـ 28 رمضان الجاري.
جاء ذلك في بيان للمؤسسة، مساء السبت، على خلفية المواجهات مع قوات الاحتلال التي وقعت في ساحات المسجد الأقصى، والاعتداء على جموع المصلين والمعتكفين، إلى جانب قضية حي "الشيخ جراح".
وقالت "القدس الدولية": "بين يدَي الأيام القليلة القادمة هناك تاريخٌ مهمّ يجتمعُ فيه حدثانِ خطيران سيحدّدان مسارَ الأحداثِ في المدينةِ المحتلّةِ. أمّا التاريخ فهو 28 رمضان الجاري، يوافق لمّا يسمّيه الاحتلال (يوم القدس) أي يوم احتلال كامل المدينة"، متوقعة أن ينفذ اقتحام كبير للأقصى، أعدّتْ له "منظمات المعبد" اليهودية المتطرفة على مدار نحو 40 يومًا ماضية.
أما الحدث الثاني - بحسب البيان - هو عقدُ جلسة استماع محكمة الاحتلال "العليا"، لبعض عائلاتِ حي الشيخ جرّاح المهددين بالإخلاءِ والطردِ للنظرِ في طلبِ الاستئنافِ على قرارِ إخلاءِ بعضِ عائلاتِ الحي".
وأشارت إلى أن "القوة المفرطة الجائرة التي استخدمتها قوات الاحتلال ضد المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى تهدف إلى منعِ حصول اعتكاف شعبي فلسطيني حاشد، خاصة للقادمين من خارج القدس".
وأكدت أن "ما يحصل دليل على أن قوات الاحتلال تحضر بالتواطؤِ مع منظمات المعبد اليهودية المتطرفة، لاقتحام واسع للمسجد الأقصى ترافقه اعتداءات قاسية على الفلسطينيّين يوم 28 رمضان، الموافق يوم الإثنين المقبل".
وفي هذا الصدد، دعت "القدس الدولية" المقدسيين وجميع الفلسطينيين القادرين على الوصول إلى المسجد الأقصى إلى مواصلة الرباط والاعتكاف في المسجدِ الأقصى طوال الأيام القليلة القادمة.
كما دعت الفلسطينيين بالضفة الغربية وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى المشاركة بكثافة في إسنادِ أهل القدس، والرباط إلى جانبهم، ليقودوا جميعًا خطةً للتصدي للاحتلالِ ومستوطنيه في هذه الجبهاتِ، بل في كلّ القدسِ.
وحثّت على "توفير كلّ احتياجاتِ الرباطِ والاعتكافِ في المسجدِ الأقصى، ورفع مستوى الاستعدادِ لتداعياتِ يوم 28 رمضان إلى أعلى مستوى ممكن، سواء في المسجد الأقصى أو حي الشيخ جراح".
وطالبت "القدس الدولية" دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسِ إلى توفيرِ الدعم والحماية للمعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى، وتعبئتهم لمواصلةِ الرباط والثبات إلى عصر يوم 28 رمضان على الأقل، عبر خطبائها وموظفيها وحراسها.
وعن موقف المقاومة في قطاعِ غزة، أكدت "القدس الدولية" أنها "صاحبةُ اللغةِ التي يفهمُها الاحتلال جيدًا، وصاحبة الوفاءِ للقدسِ وأهلها ومقدساتِها، وثقتُنا كبيرةٌ بأنّها ستقولُ كلمتَها الفاصلةَ".
وحول قضية حي "الشيخ جراح"، أكدت "القدس الدولية"، أن الأردن، هي الجهةُ المسؤولةُ حصرًا عن المسجدِ الأقصى، وهي الطرف الأساسيُّ في قضية حيّ الشيخ جرّاح، وما زالتْ بأيديها أوراقُ قوةٍ كثيرةٌ"، وهي مطالبة بالتوجهِ العاجلِ إلى محكمة الجناياتِ الدوليةِ لمقاضاةِ الاحتلالِ على مخططه لإخلاءِ بيوتِ حيّ الشيخ جرّاح.
وجددت المؤسسة، في بيانها، دعوتها لشعوب أمتنا العربية والإسلامية إلى تكثيفِ فعالياتِها المختلفة المتضامنة مع القدس والمقدسيين، وتقديم كلّ أشكال الدعم لهم، وندعو إلى تنظيم وقفاتٍ ومسيراتٍ تملأ شوارع المدنِ العربية والإسلامية.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" أسفرت الجمعة عن إصابة 205 فلسطينيين بالرصاص المطاط.