عندما يكون الطفل الثاني هو المسيطر وصاحب الشخصية الأقوى، تظهر بعض المشكلات عند الكبير الذي يعتقد أن من يصغره سنًا أفضل منه, وهنا يجب أن يكون للأهل دور إيجابي يقوي شخصية الكبير ولا يضر الصغير.
دون الإضرار بالصغير
تقول الأخصائية النفسية إكرام السعايدة: إن قوة الشخصية ترجع لطبيعة الفرد ونمط شخصيته، إضافة إلى البنية الجسدية، إذ قد يستخدم قوّته البدنية للتحكم في الآخرين، مضيفة: "التنشئة الوالدية قد تسهم في تقوية شخصية الابن الصغير على حساب الأكبر، وذلك من خلال تصرفات عدّة منها التمييز على أساس الجنس، أو الهدوء والالتزام بالتعليمات، إضافة إلى أن سمات الشخصية للطفل الثاني كالذكاء وحس الفكاهة والشكل ربما تكون بمثابة مميزات لصالحه".
وتتابع لـ"فلسطين": "شكل تأثر الابن الأكبر يرجع لطريقة تعامل الأبوين مع هذه الحالة، فإن تعاملا مع الموقف بذكاء، بإمكانهما أن يوقفاه قبل أن يتطور إلى غيرة وحساسية ومشكلات أخرى".
وتوضح السعايدة: "لو لم تجِد الأسرة التعامل مع الطفلين، ترجح كفة الثاني على الأول، وبالتالي تتعدد الآثار السلبية التي تصيب الكبير، ومنها فقدان الثقة بالنفس، والحساسية المفرطة لتصرفات الآخرين، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية حتى في أبسط الأمور، مع تكون نظرة دونية للذات نتيجة لشعوره بأن الأصغر سحب البساط من تحت قدميه، وأن أهله لا يثقون بقدراته".
ومن جملة الآثار الأخرى أنه قد يلجأ إلى العنف كوسيلة لرد الاعتبار لنفسه، ويكيد لأخيه، ومن المحتمل أن يبحث عن ملجأ آخر لتعويض جوانب القصور والنقص، كجماعة الأقران أو بعض الأقارب.
وأمام هذه الحالة، كيف يمكن للأبوين أن يقوّيا شخصية الكبير دون أن يضعفا شخصية الصغير؟ تجيب السعايدة: "لا بد من إعطاء كل ذي حق حقه، واحترام ترتيب أفراد الأسرة، والأخذ بعين الاعتبار سمات الشخصية لكل من الطفلين، من ثم التعامل مع كل منهما بما يناسبه، مع غرس مفاهيم الاحترام والحب وقيمة الروابط الأسرية، وتوفير جو احترام بين الإخوة، والتأكيد دومًا أن للكبير درجة احترام خاصة".
وتنصح السعايدة الأهل بإعطاء كل طفل مساحة تعبير عن النفس، فهذا من شأنه أن يخلق حالة من الاحترام المتبادل والثقة، وأن ينهي فرص التصادم، مع تعزيز السلوكيات الإيجابية الصادرة عن أي طفل، واتخاذ إجراءات مناسبة للمخطئ بناء على الضرر الذي يلحقه بأخيه.
