قائمة الموقع

"عبد الرحمن" زرع "ياسر" الشاهد على جريمة الاحتلال بحق أبيه

2021-05-03T16:17:00+03:00

فانوس من رائحة ياسر يحمله عبد الرحمن ليلهو به في الليالي الرمضانية، يذكره بوالده الصحفي الشهيد ياسر مرتجى في صغره، ويجعله يعيش تفاصيل طفولته، وهو المحروم رؤيته.

أصبح الفانوس ذو الألوان الزاهية ذكرى لعبد الرحمن وجدته أيضًا، التي آثرت أن تحتفظ به حتى لا ينكسر، فكل شيء مهما كان بسيطًا لياسر لا تفرط به، وتريد أن تورثه لعبد الرحمن حينما يكبر ليبقى أثرًا لوالده طوال عمره.

استشهد ياسر مرتجى الذي كان يمارس عمله الصحفي في نقل أحداث مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية عبر كاميرته في نيسان (أبريل) 2018، على يد قناصة الاحتلال الإسرائيلي.

كان عبد الرحمن آنذاك يبلغ عامين، لم يكن مدركًا ما يجري من حوله ولوعة فقدانه لأبيه، ولكنه أحس بأن أمرًا بات ينقصه؛ فهو لم يعد يركض نحو أبيه لكي يلاعبه، تغير وأصبح حزينًا باكيًا أيامًا طويلة، تكاتفت الأم والجدة والعمات والأعمام في تعويضه عن حنان أبيه.

كبر عبد الرحمن اليوم وأصبح في الخامسة من عمره، يعيش في كنف والدته وجدته خيرية الحلو الصابرة على فراق ابنها بحس عبد الرحمن حولها، فهي تعده أعظم عوض من الخالق (سبحانه وتعالى) بعد استشهاده.

تقول الحلو (52 عامًا) لصحيفة "فلسطين": "في كثير من الأحيان أشعر بأن روح ياسر ما تزال بيننا، أراه في كل حركة يقدم عليها ابنه، فياسر الابن الأكبر لي، وعبد الرحمن الحفيد الأول لي".

ورث عبد الرحمن صفات أبيه الذي كان يحمل قلب طفل حنون عطوف يحب أن يتقاسم كل شيء مع غيره، يحب أن يفعل الخير لكل الناس، تذكر والدة الشهيد موقفًا: "كان دائمًا يطلب مني بعض من البسكويت والسكاكر، مادحًا: "والله حاجاتك زاكية يا إمي، أعطيني لأم عبد الرحمن كمان"، وهذا ما يفعله عبد الرحمن اليوم يطلب قطعة بسكويت له وأخرى لوالدته".

ولكي تبقى ذكرى ياسر في عائلته يكنى ابنه عبد الرحمن أبا ياسر.

تمسح جدته على رأسه، وتقبله في كل دقيقة، تطلب منه أن يشاركها في الدعاء لوالده وجده المتوفى أيضًا.

تبين الجدة أنها أخذت عهدًا على نفسها بأن تزرع الطيبة وحسن الخلق في حفيدها، كما كان أبيه الذي لا يزال يذكره الناس إلى اليوم بالخير وحسن الخلق.

صور ياسر معلقة في كل مكان بالبيت، تحاول عمته هدى أن تزرع فيه حب والده، تحرص كل مدة على أن تريه صوره برفقة والده وهو صغير، تعود عبد الرحمن أن يفتح (ألبوم) تلك الصور ليسأل عن سبب ضحكته في حضن أبيه، وعن كل لقطة له معه.

تقول هدى: "نحاول أن نكمل المشوار الذي بدأه ياسر مع عبد الرحمن، نغدق عليه بالحنان، كلٌّ يتسابق إلى محبته واحتضانه، في كل مناسبة كالعيدين ورمضان نقدم له الهدايا والملابس الجديدة كما لو كان ياسر موجودًا".

أصبح عبد الرحمن يعي ما زرعته فيه والدته وعائلة أبيه، تضيف هدى: "أصبح يقول لنا بابا حمزة موجود معي، وبابا ياسر في الجنة".

والعالم يحتفي باليوم العالمي للصحافة في الثالث من مايو كل عام، في حين تعيش فلسطين وأدًا لها على يد احتلال إسرائيلي يحاول أن يطمس الحقيقة، وهذا ما حدث مع ياسر، لأنه نقل جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبه قتلوه؛ فحرية الصحافة ليست موجودة في قاموسهم، بحسب قول هدى.

اخبار ذات صلة