يحتفل الصحفيون حول العالم اليوم الاثنين باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق 3 مايو/أيار من كل عام، لكن الأمر مختلف تمامًا بالنسبة للصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يحيي العشرات منهم هذه المناسبة خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتعتقل سلطات الاحتلال قرابة 26 صحفيًّا فلسطينيًّا في سجونها منذ سنوات ولفترات أسر واعتقال مختلفة بينهم، كان آخرهم الصحفي علاء الريماوي.
وفجر الـ21 أبريل/نيسان الماضي، اعتقلت قوة خاصة من جيش الاحتلال الصحفي الريماوي من داخل بيته في مدينة البيرة بالضفة الغربية، أمام زوجته وأبنائه.
وفي أثناء عملية الاعتقال أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام، احتجاجًا على اعتقاله دون تهمة والزج به في السجون، وتحويله إلى الاعتقال الإداري.
وتعكس حال الريماوي مأساة مئات المعتقلين -منهم صحفيون- في سجون الاحتلال دون تهمة تذكر، تحت بند الاعتقال الإداري، حيث تبقي سلطات الاحتلال ملف المعتقل سريًّا ولا تسمح للمحامين بالاطلاع عليه.
وأثار اعتقال الريماوي ردود فعل مناوئة لانتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين.
ويصف الصحفي أمير أبو عرام، واقع الصحفيين في الضفة الغربية، بأنهم يواجهون حالة متردية من الحريات في ظل استهداف مستمر من الاحتلال لمنع نقل صورة الواقع الحقيقي من الضفة الغربية والقدس إلى العالم.
وأضاف أبو عرام لـ"فلسطين" أن الاحتلال يعتقل في سجونه 26 صحفيًّا فلسطينيًّا، وهذا الرقم دائمًا يتغير بسبب استمرار عمليات اعتقال الصحفيين والزج بهم خلف القضبان.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال وإدارة السجون عادة ما تحول الصحفيين إلى الاعتقال الإداري، وغالبية قضاة محاكم الاحتلال يستخدمون ضد الصحفيين مصطلح التحريض، مؤكدًا أن الصحفيين الفلسطينيين ينقلون الواقع المفروض في الضفة الغربية من عمليات اقتحام واعتقال وقتل وهدم بيوت واستيطان، وهذا ما يعتبره الاحتلال تحريضيًّا.
وأشار أبو عرام إلى خوض العديد من الصحفيين معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، رفضًا للاعتقال ومنهم الصحفي محمد القيق، الذي أضرب لمدة طويلة وانتصر في نهاية معركته وأجبر الاحتلال على الإفراج عنه، في وقت يواصل الريماوي إضرابه المفتوح عن الطعام لنيل حريته، ومنع الاحتلال من فرض الاعتقال الإداري عليه.
وأكد أبو عرام أن الاحتلال يهدف من وراء اعتقال الصحفيين، إلى تقييد نقل صورة انتهاكات الاحتلال الحقيقية في الأراضي المحتلة إلى العالم، مبينًا أن الاحتلال يعتقد أن عمليات الاعتقال ستحول دون نقل انتهاكاته للعالم سعيًا لتنفيذ المزيد من مخططات التهويد والاستيطان والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، وكذلك عمليات الاعتقال والقتل والهدم التي تتكرر يوميًّا في الأراضي المحتلة.
انتهاكات متعددة
من جهته، قال الحقوقي صلاح عبد العاطي: إن الصحفيين في الأراضي الفلسطينية يتعرضون لجملة من الانتهاكات تتمثل باستهدافهم وتتعمد إلحاق الأذى بهم وقتلهم وإصابتهم بغرض منعهم من تغطية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان وإسكات الصوت وحجب الصورة عن المشاهد.
وأشار عبد العاطي لـ "فلسطين" إلى أن الريماوي كان آخر الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، وذلك نتيجة لبرنامج مصور بعنوان "فلسطين تنتخب".
وعدَّ الحقوقي عبد العاطي إجراءات الاحتلال بحق الصحفيين مخالفة واضحة للأعراف والمواثيق الدولية، منبهًا أنها لم تعبأ بالنداءات المختلفة المطالبة بالإفراج عنهم.
وأكد أن انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين في الأراضي المحتلة مخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن، وهي ترقى لمستوى جرائم حرب.
ونبَّه عبد العاطي أن ذلك يتطلب من المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والعربية، القيام بواجباتها لضمان حماية الصحفيين في الأراضي المحتلة، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته بحق الصحفيين الفلسطينيين، والضغط الفوري على الاحتلال من أجل إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وفي مقدمتهم الصحفي علاء الريماوي.