قائمة الموقع

الاحتلال يحاول استعادة هيبته المحطمة في "باب العمود"

2021-05-02T18:16:00+03:00
فلسطين أون لاين

لم تخمد المواجهات في القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك، بل اتسعت رقعتها من محيط باب العمود، أحد أبواب البلدة القديمة، لتشمل عدة أحياء شرقي المدينة رفضًا للإجراءات الإسرائيلية.

ويحاول الاحتلال جاهدًا تغيير ملامح مُدرّج باب العمود ومنع المقدسيين من التجمع فيه، أو الاحتفال بالانتصار الذي حققوه قبل أيام وإجبار قوات الاحتلال على إزالة الحواجز الحديدية التي نصبت منذ بداية رمضان الجاري لمنع المقدسيين من الوصول للساحات العامة.

واعتقلت قوات الاحتلال، بعد منتصف ليل أول أمس، 4 فلسطينيين واعتدت على العشرات بالضرب ورش المياه والقنابل الصوتية، في منطقة باب العمود والشوارع المحاذية لها.

 

صمود أسطوري

وشهدت شوارع القدس ساحة كر وفر بين عشرات جنود الاحتلال والشبان المقدسيين، حيث لاحقت الشبان من مكان إلى آخر في شارع السلطان سليمان وصولًا إلى باب الساهرة، وشارع نابلس والمصرارة، وفق محمد الرجبي، الذي أكد أن قوات الاحتلال اعتدت على العديد منهم بالضرب لإجبارهم على إخلاء المنطقة، كما فرَّقت فِرَق الخيالة تجمعات الشبان، ورشت المياه بكثافة في شوارع المدينة.

ويقول الرجبي لصحيفة "فلسطين": "لن نتخلى عن القدس وسنواصل الدفاع عنها مهما كلفنا ذلك من ثمن، وسنجبر الاحتلال مجددًا على إزالة الحواجز الحديدية، والرضوخ لمطالبنا".

ويلفت إلى أن الاحتلال يعمل جاهدًا لإخلاء القدس والمسجد الأقصى المبارك من المصلين تمهيدًا لفتحه في وجه المستوطنين يوم 28 من رمضان، وتغيير معالم المدينة المقدسة.

ويقول عصام الشلودي: إن قوات الاحتلال منزعجة من قدرة المقدسيين، وصمودهم وثباتهم وتمسكهم بالقدس والأقصى وعدم مغادرته، وإجبارها على إزالة البوابات الحديدية في الأيام الماضية.

ويدعو الشلودي عبر صحيفة "فلسطين" كل أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف صفًا واحدًا في وجه ممارسات الاحتلال بالقدس والأقصى ودعم صمود المقدسيين والمكوث في القدس وصد الهجمة التي تتعرض لها، ومنع اقتحام المستوطنين لها في 28 رمضان، في ذكرى ما يسمى "يوم القدس" حسب التقويم العبري.

وطالب علماء الأمة العربية والإسلامية وأعلامها إلى مساندة المقدسيين ودعم صمودهم والضغط على حكوماتهم ليكون لهم موقف قوي ضد الاحتلال ومخططاته الإجرامية بالقدس والأقصى.

في حين يؤكد المقدسي محمد صيام، أن هبة باب العمود مستمرة ولن تتوقف من أجل التصدي لمحاولات الاحتلال اقتلاع المقدسين من مدينتهم وتغيير واقع المدينة المقدسة وإقامة هيكلهم المزعوم.

ويقول صيام لصحيفة "فلسطين": لا يمتلك الاحتلال أي حق في القدس مهما استعمل من وسائل إرهاب وسن قوانين ظالمة تحرم المقدسيين حقوقهم، مؤكدًا أن المقدسيين سيتصدون للاحتلال وسيفشلون مخططاته كما أفشلوها في السابق.

وحث المقدسيين وجميع القادرين من أبناء الشعب الفلسطيني على الوصول إلى المسجد الأقصى من أجل الرباط فيه خاصة مع دعوات الجماعات المتطرفة اقتحامه في 28 رمضان.

 

موجة جديدة

في حين يرى رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن إعادة شرطة الاحتلال نصب الحواجز الحديدية في ساحة باب العمود من شأنها أن تُفجِّر الأوضاع من جديد.

وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": يحاول الاحتلال استفزاز الشباب المقدسي وجرهم لموجة جديدة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال لن تستسلم للمقدسيين خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بأن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، "فهي تتعامل مع الأمر على اعتبار أن القدس ملك لها".

ويضيف: "لن يقبل الاحتلال بأن يحقق المقدسيون انتصارًا عليه في باب العمود، بل سيعيد الكَرَّة مجددًا وستزداد الأحداث، لا سيّما في ظل إصرار المتطرفين على تنفيذ اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم 28 رمضان بمناسبة ما يسمى "يوم توحيد القدس"، الذي يصادف ذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس وضمه إلى (إسرائيل).

لكن الاحتلال، وفق الهدمي، يتخوف من انتفاضة شاملة تنطلق من مدينة القدس لتصل لكل المناطق، ومن ردّ المقاومة في غزة على الجرائم التي ترتكب بحق المقدسيين، خاصة أن الأُولى أطلقت صواريخها باتجاه الاحتلال في الأيام الماضية لترسل رسالة للاحتلال بأن القدس ليست وحدها.

ودعا المقدسيين وكل أبناء الشعب الفلسطيني القادرين على الوصول للقدس للمكوث به وصد الهجمات التي يتعرض لها، وأن تستثمر الفصائل الفلسطينية الحالة الثورية بالقدس وتعمل على تطويرها وتغذيتها لضمان استمرارها.

 

إشعال الفتنة

من جهته قال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب: إن إعادة الاحتلال للحواجز الحديدية في ساحة باب العمود محاولة صهيونية لاستفزاز الشباب المقدسي وجرهم لموجة جديدة.

وأضاف سلهب في تصريح صحفي: إن إعادة الحواجز ستُفجر الأوضاع من جديد، ونحذر الاحتلال من أن المسجد الأقصى المبارك منطقة حساسة وسيتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اندلاع المواجهات.

وأكد أن الاحتلال يريد إشعال الفتنة في المدينة المقدسة، لافتًا إلى أن أهل القدس أثبتوا للقاصي والداني أنهم أهل للمدينة ويدافعون عن حقوقها بكل الوسائل المتاحة، وإذا استخدم الاحتلال العنف ضدهم سيكون لهم رد فعل.

وتابع: ستستمر هبات الشباب المقدسي  للتصدي لمحاولات الاحتلال اقتلاع الشعب الفلسطيني من مدينة القدس المحتلة، مؤكدًا أن الاحتلال لا يملك أي حق في القدس مهما استعمل من وسائل إرهاب وسن قوانين ظالمة تحرم المقدسيين حقوقهم.

اخبار ذات صلة