قائمة الموقع

بعد "انقلاب" عباس على الانتخابات.. فصائل تؤكد أهمية البناء على دعوة "هنية" لإنقاذ الحالة الوطنية

2021-05-02T14:24:00+03:00

الشعبية: مطلوب خطة عمل ببرنامج سياسي تفرز قيادة وطنية

الديمقراطية: اللقاءات الوطنية الشاملة التي تبحث الخروج من تداعيات التأجيل أمر ضروري

الجهاد: تعطيل الانتخابات يؤسس لمرحلة انقسام جديدة

"التيار الإصلاحي": التأجيل فاقم أزمة الثقة بين الشعب وقياداته

 

في ساعة الصفر، وفي الوقت الذي كانت تستعد فيه القوائم المرشَّحة للانتخابات التشريعية للبدء في الدعاية الانتخابية أقدم رئيس السلطة محمود عباس على تعطيل العملية الانتخابية، وهو ما عده مراقبون وقادة فصائل "انقلابًا" على الانتخابات والتوافقات التي تمت في القاهرة، ما يتطلب البحث عن بدائل لمعالجة هذه الأزمة ببرنامج وخطة عمل وطنيَّيْن.

قرارٌ وضع "الساحة الفلسطينية في منطقة تشبه الفراغ" كما وصفها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في كلمة متلفزة الجمعة.

هنية الذي عد قرار التعطيل "مؤسفًا"، وأن أسبابه "غير مقنعة"، دعا "إلى لقاء وطني جامع تشارك فيه القوائم المرشحة للانتخابات الفلسطينية والفصائل لكي نتدارس بيننا كيف يمكن أن نمضي في المرحلة القادمة، وأن نتجاوز هذه المرحلة"، وهو ما يطرح تساؤلات عن كيفية البناء على هذه الدعوة في إنقاذ الحالة الوطنية من الأزمة التي وضعت فيها.

برنامج وطني

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل جدد رفض حركته ما وصفه بـ "الانقلاب" على التوافقات الفلسطينية الأخيرة في القاهرة، مع أن الجهاد ليست جزءًا من الانتخابات التشريعية، وكان لها موقف واضح في موضوع الانتخابات التشريعية، لكن المرحلة اليوم تؤكد "أنه لا بد أن يكون هناك برنامج وطني موحد عنوانه مواجهة الاحتلال ومقاومته بكل أشكال المقاومة".

وشدد المدلل لصحيفة "فلسطين" على ضرورة اجتماع وطني عاجل، كما دعا إليه هنية، لإنقاذ الحالة الوطنية السياسية ومن خلاله يجب تحديد معالم المرحلة القادمة مع الاحتلال لأن هناك اشتباكا مستمرا مع الاحتلال في القدس، وهذا يحتاج لكل الدعم.

وبشأن تداعيات تعطيل الانتخابات، قال: "بلا شك الإرباك الذي تعيشه الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة بعدم تنفيذ توافقات سيؤثر في معنويات الشعب الفلسطيني وفي معنويات شعبنا في مدينة القدس، وسيؤسس لمرحلة انقسام جديدة أكثر حدة مما كانت عليه من قبل".

لكن عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية صالح ناصر، قال من ناحيته: إن "اللقاءات الوطنية الشاملة التي تبحث الخروج من هذه التداعيات التي فرضها تأجيل الانتخابات أمر أساسي وضروري، لكن نريد أن تكون هناك بدائل غير تقليدية وبدائل تنهي تداعيات الانقسام وما خلفه قرار التأجيل الذي نحن ضده"، مشيرا إلى أن هيئات الجبهة ستجتمع قريبا وتدرس نتائج التأجيل.

وأضاف ناصر لصحيفة "فلسطين": "كنا نأمل ونعمل لإنهاء هذا الانقسام ونستعيد وحدتنا الوطنية ونمثل نظامنا السياسي، ونقويه ونعززه بالشراكة الوطنية الفلسطينية، وخطونا خطوات جديدة وسرنا في الانتخابات لخواتيمها".

وعد أن تأجيل الانتخابات انتكاسة لتوقعات الشعب الفلسطيني الذي رأى فيها مدخلا لإنهاء الانقسام ورغبته في التأجيل وعبر عن ذلك بنسبة عالية من الذين سجلوا في سجل الانتخابات، وهذا دليل على رغبة الشعب في التغيير، إضافة لعدد القوائم التي شاركت وقد بلغ 36 قائمة.

وتابع ناصر أن "التأجيل شكل تراجعا وصدمة لهذا المزاج الجماهيري وانتكاسة لكل ما تم التوافق عليه في الاجتماعات السابقة وجلسات الحوار، وهذا بحاجة لدراسة معمقة".

خطة عمل

من ناحيته أعرب القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر، عن تأييده لدعوة هنية، وقال: "قرار التأجيل طرح علينا مهمات بشأن كيفية إدارة الصراع مع الاحتلال والمعيقات في ذلك، والإشكالات الداخلية على الصعيد الفلسطيني، فهناك استيطان، وأسرى، وفقر، وبطالة، وغياب للمسؤوليات الرسمية".

وشدد جابر لصحيفة "فلسطين" على أن الأصل أن تتداعى الجهات المعنية والفصائل والأكاديميون وكل القوى لدراسة مخرج وتحديد برامج عمل لطبيعة المرحلة المقبلة، بعد أن تأكد أن إجراء الانتخابات بتصريح من الاحتلال غير وارد، وأن العالم عاجز عن فرض مضامين الاتفاقيات الهزيلة، وأن الاحتلال يتصرف بعنجهية.

واستدرك: "ذلك يتطلب خطة عمل على أساس برنامج سياسي واضح ورؤية وطنية وهذا يتطلب جهدا جديدا، والمطلوب أن نتوافق وطنيا على خطة تخدم الحالة الوطنية في ظل غياب الأفق السياسي تفرز قيادة وطنية تقود الشارع الفلسطيني".

ويلقي جابر اللوم على المجتمعين بالقاهرة حينما وضع عباس اشتراط إجراء الانتخابات بالقدس، أن تضع الخيار الثاني لفرض الحضور الفلسطيني بالقدس.

أزمة ثقة

من جانبه عد القيادي في حركة فتح "التيار الإصلاحي" رأفت عليان أن تأجيل الانتخابات فاقم أزمة الثقة بين الشعب والقيادة، مستغربا كيف لشعب قدم تضحيات وأسرى لا يستطيع أن يقاتل من أجل حقوقه الداخلية باختيار قيادة فلسطينية له.

واعتقد عليان في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن هذه ثغرة كبيرة وضعت أمام ثقة الشعب بالقيادة وثقة المجتمع الدولي والدول العربية بالقيادة التي تحاول أن تتهرب من استحقاق الشعب الفلسطيني الديمقراطي، بمبررات هنا وهناك.

وعن قرار تعطيل الانتخابات، قال: "هناك خنوع لدى الفصائل، فعباس اجتمع بالفصائل عندما ألغى الانتخابات ولم نجد فصيلا تمرد على القرار، أما الفصائل التي رفضت القرار فلم تشارك بالاجتماع، بالتالي تمرد على الانتخابات بمشاركة الفصائل التي خنعت".

وبالرغم من وجود توافق فلسطيني على ربط إجراء الانتخابات بإجرائها بالقدس، فإن عليان يلفت إلى أنه كان الأفضل أن يتم البحث عن آليات تضمن مشاركة المقدسيين دون موافقة الاحتلال، وأن انتظار لحظة الصفر لإعلان التأجيل هروب من استحقاق فلسطيني".

اخبار ذات صلة