قائمة الموقع

كيف أعين طفلي على الصيام؟

2021-05-01T12:44:00+03:00

تعتقد كثير من الأمهات أنه من القسوة تدريب أطفالهن على الصيام، خاصة عندما تواجه الفكرة رفضًا من الطفل، فتستسلم الـأم وتدفع فكرة صيامه جانبًا معتقدة أنها بذلك ترحم طفولته، فهو لم يبلغ بعد وليس من حقها أن تحرمه لذة الأكل والشرب، بيد أن تركه ليختبر مشقة الصيام للمرة الأولى عند بلوغه يخلق مشكلة أكبر، إذ إنه لم يعتد الحرمان من الطعام نهارًا كاملًا، وفي الوقت ذاته هو مجبر على الصيام منذ أنه أصبح بالغًا محاسبًا، ما قد يكون سببًا في كره الابن للصيام وابتعاده عن دينه، فبدلًا من دسَّه في دوامة الصراع هذه الأقرب للرحمة تدريبه على الصيام، وزرع حب الشهر الفضيل في نفسه منذ صغره.

لا توجد سن معينة لبدء تعليم طفلك الصيام، بل يرتبط الأمر بصحته وقدرته الجسدية، فإن كان مريضًا أو غير مؤهل جسديًّا للصيام فلا تدفعيه لذلك، وفي ذلك يفضل سؤال طبيبه والاستفسار عن مدى قدرة طفلك على احتمال الصيام، ولكن عمومًا سن 7 سنوات مثالية لبدء تدريب طفلك على الصيام.

قبل تطبيق الصيام لا بد للطفل من فهم معناه وفضله والحكمة منه، وأن يدرك فضل شهر رمضان ومدى أهميته لدى المسلمين، حتى يعيَ الهدف من الامتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان، ولا يكون صيامه فعلًا فارغًا من المعنى، ومن الجميل أن تشركي طفلك في طقوس الشهر الكريم، كتعليق زينة رمضان، والاستيقاظ للسحور، وقراءة القرآن، والذهاب إلى صلاة التراويح، وتحضير مائدة الإفطار، وغيرها من الأجواء الدينية التي تعمُّ المنزل أيام شهر رمضان الفضيلة، حتى يشعر الطفل بخصوصية هذا الشهر واختلافه عن باقي شهور السنة، ما ينبت في قلبه محبة خاصة لهذه الأيام المباركة وينمي رغبته بالصيام.

لا بد من إيقاظ طفلك للسحور حتى لا يجد مشقة كبيرة في صيام يومه الأول، كما يكون الصيام تدريجيًّا، فلن يتمكن من صيام النهار كاملًا منذ اليوم الأول، بل يبدأ أولًا بالصيام مدة خمس ساعات مثلًا، ثم يزداد عدد الساعات يومًا بعد يوم حسب قدرة احتمال الطفل حتى يستطيع الصيام نهارًا كاملًا، واحرصي في أثناء ذلك على عدم تأنيبه أو استخدام أسلوب الإكراه أو التعنيف معه، فإن ذلك يعطي نتائج عكسية ويكرِّه إليه الصيام، بل تغاضي عن استراقه الماء والطعام في أثناء صومه، وإن وجد مشقة في إكمال الصيام فلا ترغميه على إتمامه، حاولي تخصيص جائزة لطفلك كلما استطاع الصيام عددًا أكبر من الساعات، كأن تصنعي طعامه المفضل إفطارًا لذلك اليوم، وأشيدي بعمله وأثني عليه أمام أفراد العائلة، ما يحبب إليه الصيام ويشجعه عليه، عندما يبدأ الطفل التذمر والبكاء حاولي إلهاءه برواية بطولات المسلمين من التاريخ الإسلامي العريق الزاخر بأنواع شتى من القصص التي تظهر معاني الخلق السامي والشجاعة والبطولة، فإن ذلك يغرس في نفسه القيم السامية ويزرع فيها شعور الاعتزاز بأصله ودينه.

وختامًا إن تدريب الطفل على الصيام هو أول بذرة تبذرينها في نفسه لينمو متشبثًا بدينه سائرًا على نهج نبيه، مثالًا لسمو الخُلُق وناصرًا للحق، عسى الله أن يجعل أبناءنا جندًا للخير وذخرًا لأمة الإسلام، علَّهم يكونون الجيل الواعد الذي يحيي أمجاد حضارتنا العربية الإسلامية، ويكسر شوكة أعداء الله بنصر طال انتظاره.

 

اخبار ذات صلة