فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

ريان وجدو (15) المُفرقعات المُخيفة

...
ريما عبد القادر

قبل أن يبدأ جدو في تلاوة القرآن الكريم بصوته العذب ذهب إلى غرفة ريان، طرق بابها وهو ينادي بكل حب: "ريان القلب يا ريان"، ومثل عادته الجميلة بمجرد أن يسمع صوت جدو حتى يمشي بتمايل ويحريك يديه وهو يردد: "يا عيون جدو يا جدو"، ولا بد بعد ذلك أن يقفز إلى حضنه ويلاعب شعره.

ذلك يجعل جدو من القلب يردد: "الله يرضى عنك يا ريان يا جدو".

لكن في لحظة اختلفت ملامح جدو حينما رأى كمية كبيرة من الألعاب النارية على مكتب ريان الدراسي في الغرفة.

فكان ريان قد اشترى بكل ما لديه من مال ألعابًا نارية (مُفرقعات)، حتى يلعب بها مع الأطفال بعد أذان المغرب.

هنا شعر جدو بحيرة من أمره كيف يجد طريقة مناسبة ليوضح له خطورة هذه الألعاب، خاصة أن ابن الجيران خالد فقد عينه اليمنى، بعد أن كان يلعب بالألعاب النارية.

جلس جدو على كرسي المكتب ووضع ريان على حضنه، وهو يتحدث له بهدوء وخوف عليه واضح: "يا حبيبي، هذه الألعاب النارية خطرة جدًّا، وأخشى عليك أن يصيبك أذى، أتذكر ما حدث مع صديقك خالد بسببها؟ فهي شيء مخيف جدًّا وخطرة ومزعجة في الوقت ذاته، أتذكر حينما كنا نصلي في المسجد وكان هنالك أطفال يلعبون بالألعاب النارية، فكان صوتها مُخيفًا ومزعجًا في أثناء أداء الصلاة؟".

لقد شعر ريان بأنه أخطأ؛ فأخذ يعتذر إلى جدو عن هذا الأمر، خاصة أنه اشترى هذه الأشياء دون استشارة والديه.

شعر جدو بالكثير من الراحة بعد أن وضحت لريان الأمور، وسرعان ما سأله: "وماذا ستفعل الآن بهذه الكمية من الألعاب النارية؟!".

أخذ ريان يضع يده اليمنى على شعره وهو يحركه وعلامات الحيرة مرتسمة على ملامحه، وأخذ يقول بصوت منخفض: "سأضعها في القمامة".

في هذه اللحظة قال جدو: "ألا تخشى أن تؤذي عامل النظافة أو الأطفال؟!".

صمت ريان قليلًا وأخذ يردد: "معك حق يا جدو، لكن ماذا نفعل؟!".

أنزل جدو ريان عن حضنه وأخذ جميع الألعاب النارية وأتلفها، وبعد أن تحقق أنها لا يمكن أن تؤذي الآخرين وضعها في سلة القمامة.

في هذا الوقت رن جرس المنزل فأسرع ريان ليفتح الباب، فوجد صديقه سمير يريد أن يخرج معه ليلعبا معًا بالألعاب النارية.

ابتسم ريان وأخذ يردد كلمات فهمها من جدو على صديقه سمير ويخبره بأنها خطرة وما ينبغي اللعب بها، وسرعان ما جعل صوته أكثر ارتفاعًا وهو يقول: "أليس كذلك يا جدو؟!"، فيرد جدو: "أكيد يا أحلى ريان على قلب جدو".