قائمة الموقع

نضال المقدسيين

2021-04-25T13:05:00+03:00

منتصب القامة يمشي، يريدونه منكسرًا، يقيدون يديه، يجتمعون حوله كالذباب، يتسلحون بالبنادق وقنابل الغاز، أما هو فيتسلح بالحق.

هذا هو شاب مقدسي اعتقلته قوات الاحتلال في القدس، عاصمة فلسطين، حاله كغيره من الشبان الذين يجمعهم هدف واحد هو حماية مدينتهم وأقصاهم.

يبدون أقصى درجات الصمود والثبات، رغم الجرائم التي تلاحقهم كبارًا وأطفالًا، ورجالًا ونساء.

يقفون حاجزًا بشريًّا يمنع المستوطنين من تدنيس واقتحام مسجدهم، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين.

أرواحهم فوق راحاتهم، يصدحون بكل ما أوتوا من قوة: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

يستعدون كعادتهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل ما هو أغلى، يقصدون الأقصى من كل فج عميق، يتحدون الحواجز العسكرية الاحتلالية، ومحاولات الابتزاز، وقنابل الغاز، والرصاص المطاطي، وهدم البيوت، وجريمة الإبعاد، لتأكيد حقهم في أرضهم وقدسهم.

يحاصرهم الاستيطان والمستوطنون، الذين تهب رائحة عفنهم وتخلفهم من كل جانب، ولا تربطهم بالقدس أي علاقة سوى أنهم سارقوها.

لكن المقدسيون يتعالون على جراحهم، يضمدونها، ينهضون من جديد، لمواجهة أخرى ما بقي الاحتلال.

يصطحبون سحورهم وإفطارهم، يتعلمون القرآن وتلاوته، يشحذون همم أبناء شعبهم، ألا يخافوا، ولا يحزنوا.

لا يدري أحدهم أسيعود إلى أهله جريحًا أم شهيدًا، أم أنه سيكون أسيرًا، لكنه يمضي في طريقه بلا تردد.

يعطون العالم دروسًا في النضال، وإن كان يصم آذانه عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم ليل نهار، وتخالف القانون الدولي الذي يتغنى به زورًا.

جنود الاحتلال المسلحون بأسلحة أمريكية وغربية جبناء، مشاهد الذل التي يضعهم خوفهم فيها تخزيهم، وهم أهل للخزي والعار.

يتكالب جنود الاحتلال على طفل أو شاب أو شيخ مقدسي، لكن ترعبهم نظرة عينيه، أو حجر بيديه.

مشاهد تطمئننا إلى أن هذا الاحتلال المرتعب، الغاصب لهذه الأرض، سينهار يومًا، وإن دعمته دول العالم أجمع.

ستبقى هذه الأرض لأصحابها الأصليين، وسيعود إليها اللاجئون، وسيكون الأقصى حرًّا، ولو بعد حين، هذه الرسالة التي يبعثها من الميدان نضال المقدسيين.

اخبار ذات صلة