فلسطين أون لاين

تقرير تحليل: استمرار الحراك الشعبي بالقدس كفيل بإعادتها للصدارة

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

عدَّ محللان سياسيان أن استمرار الحراك الشعبي بالقدس المحتلة كفيل بإعادة الاعتبار لقضيتها سياسيًّا، بعدما أخفى ملامحها التطبيع العربي مع (إسرائيل) والقرارات الأمريكية الجائرة؛ ما أفسح المجال واسعًا أمام التهويد الإسرائيلي للمدينة.

وكانت المدينة قد شهدت مواجهات عنيفة بين المواطنين العُزَّل وقطعان المستوطنين وجيش الاحتلال منذ مساء الخميس الماضي على خلفية المضايقات التي يتعرض لها المصلون بالأقصى منذ بداية شهر رمضان.

استغلال الحراك الشعبي

المحلل السياسي تيسير محيسن رأى أن ما يحدث من حراك شعبي بالقدس نتيجة لمسلسل الإجرام الإسرائيلي المتواصل، فقوات الاحتلال طوال السنوات الماضية تهدف إلى تثبيط الروح الوطنية للمقدسيين.

وقال: "إن الاحتلال يحاول تكريس واقع سياسي يوظف من خلاله مخرجات الواقع الدولي المنحاز لها خاصة أمريكا التي عدَّت القدس عاصمة موحدة للاحتلال".

وأضاف: "لكن أهالي القدس لم يعودوا يحتملون هذا الواقع، فبدؤوا بقلب الطاولة وإعادة الأمور لوجهتها الحقيقية المتمثلة بالدفاع عن القدس".

وإذ يشير محيسن إلى أن هذا الحراك سيكون له انعكاسات سياسية تنبغي من الفلسطينيين بأن يوظِّفوا هذا الحراك لإحياء الموقف الفلسطيني بالدعوة لأن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

ومضى بالقول: "هذا يستدعي من السلطة الفلسطينية البناء على موقف الفصائل الفلسطينية المؤيدة لحراك القدس وبلورة موقف فلسطيني يمكنها من التوجه به للمحافل الدولية".

وأشار محيسن إلى ضرورة دفع السلطة إلى استمرار هذا الحراك الشعبي بما يمكنها من استغلاله الاستغلال الأفضل للوصول إلى نتائج سياسية مهمة.

وتابع: "كما يمكن توظيف الحراك لإرغام الاحتلال على تمكين المقدسيين من إجراء الانتخابات بالقدس بالكامل".

ورأى محيسن أن هذا التوظيف السياسي يستدعي دعوة رئيس السلطة عباس بصفة عاجلة إلى اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاتفاق على آلية العمل في المرحلة المقبلة.

وأردف بالقول: "فهذا الحراك أكد أن من يتحكم بالوقائع على الأرض هم المقدسيون وأن القدس لن تكون أبدا عاصمة موحدة لـ(إسرائيل) وأنها خط أحمر لن يسمح الفلسطينيون لأحد بتجاوزه".

صدارة الاهتمام العالمي

في حين رأى المحلل السياسي ساري عرابي أن استمرار الحراك المقدسي ودعمه من قبل الفلسطينيين بالضفة وغزة والـ٤٨ كفيل بأن يعيد القضية الفلسطينية لصدارة الاهتمام العالمي، عادًّا أن هذا الحراك مهم جدا للتعبير عن أصالة قضيتنا الفلسطينية ومركزيتها.

وقال: "كل الهبّات الفلسطينية في السنوات الأخيرة كان مركزها القدس، كهبَّة باب الأسباط وباب الرحمة لكونها خارجة عن مناطق الانقسام الفلسطيني، وهي على احتكاك مباشر مع الاحتلال، وتشهد صراعًا على الوجود، كما يؤكد عرابي".

ولفت إلى أن الحراك الحالي والهبّات السابقة أثبتت فشل الاحتلال في قتل الروح المعنوية للشباب المقدسي رغم كل سياسات الاستهداف خاصة للشخصيات المقدسية البارزة، وأن الأمور بالقدس قابلة للاشتعال في أي لحظة.

وعبَّر عن اعتقاده بأن الحراك سيجعل الاحتلال يعيد النظر مجددا في سياساته تجاه المدينة المقدسة خاصة محاولاته لتكريس سيطرته على الأقصى مستغلًّا "جائحة كورونا".

وقال: "في ظل انسداد الأفق السياسي لدى الفلسطينيين هناك قابلية لامتداد هذا الحراك لبقية المناطق الفلسطينية؛ ما يثير قلق (إسرائيل)".