تجسس ومتابعة بعض الصحفيين والحقوقيين واختراق حسابات مستخدمين على موقع "فيسبوك" من قبل جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في الضفة الغربية، هذا ما كشفته شركة "فيسبوك" رسميًّا، وهو ما يعد فضحية جديدة ضمن مسلسل فضائح الجهاز سيئ السمعة.
ولم يكُن الصحفيون الفلسطينيون وحدهم هدف جهاز الأمن الوقائي، فتم استهداف آخرين في الأراضي المحتلة وسوريا، وبدرجة أقل تركيا والعراق ولبنان وليبيا، وفق ما كشفه "فيسبوك".
وهدف الأمن الوقائي من عمليات التجسس السيبراني التي رعتها السلطة رسميًّا، إلى الوصول إلى حسابات الصحفيين والحقوقيين واستخدامها ضدهم أو ابتزازهم خاصة المعارضين لسياسة السلطة.
وتأتي الفضيحة التي كشفتها "فيسبوك" رسميًّا مع قرب إجراء الانتخابات التشريعية، المقرَّر إجراؤها في 22 أيار/ مايو المقبل.
وأعلنت "فيسبوك" أنها أزالت حسابات تابعة لكل من الأمن الوقائي ومجموعة "أريد فايبر"، ونشرت توقيع "البرمجيات الخبيثة وحظرت المواقع المرتبطة بنشاطها، وأبلغت الأشخاص" المستهدفين.
وأكد مدير مركز "صدى سوشال" إياد الرفاعي أن ما كشفته شركة "فيسبوك" يشكل جريمة تقتضي من النائب العام التحقيق وكشف الفاعلين ومحاسبتهم ومعرفة أهدافهم من هذا الاختراق.
وقال الرفاعي في حديثه لـ"فلسطين": "يبدو أن جهاز الأمن الوقائي استخدم الطريقة التقليدية والمعروفة في اختراق الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي إرسال روابط إلى هؤلاء الأشخاص وفي حالة النقر عليها تُخترَق حساباتهم".
وأضاف الرفاعي: "جهاز الأمن الوقائي درس الحالة الاجتماعية للأشخاص الذين أراد اختراق حساباتهم، وعرف ما هي المواقع أو اهتمامات هذه الفئات، حتى يتسنى لهم إيقاعهم في الخطأ من خلال تلك الروابط".
وعدَّ إقدام الأمن الوقائي على اختراق حسابات صحفيين وحقوقيين، أمرًا خطرًا ومدانًا ومستهجنًا، لكونه مخالفًا للقانون الأساسي الفلسطيني وتعديًا على حرية الآخرين وخصوصيتهم.
وشدد على أن شركة "فيسبوك" مطالبة بكشف أسماء الأشخاص الذين تعرضوا لمحاولة اختراق حساباتهم من قبل جهاز الأمن الوقائي، وإطلاع الجمهور على كمية البيانات التي تم الوصول إليها واختراقها "حتى يأخذ من تعرض للاختراق الحذر" وفق تقديره.
وأشار الرفاعي إلى أن شركة "فيسبوك" تقع عليها مسؤولية تعويض الصحفيين والنشطاء الحقوقيين الذين تعرضوا للاختراق بأي طريقة وتوفير جدار حماية أقوى لموقعهم الإلكتروني.
تقييد واختراق
وأكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن ما كشفته شركة "فيسبوك" من قيام جهاز الأمن الوقائي بمحاولة اختراق حسابات صحفيين وحقوقيين، يأتي ضمن تقييد حرية المواطنين الفلسطينيين واختراق خصوصيتهم.
وقال القرا في حديثه لـ"فلسطين": إن عمليات التجسس المستمرة من قبل الجهات الأمنية في الضفة هدفها محاولة توجيه الرأي العام تجاه قضايا تناسب السلطة.
ونبه إلى أن الأخطر في الأمر "أن يقوم جهاز أمني بعمليات تجسس رغم أنه مفترض منه حماية المواطن الفلسطيني".
وأوضح أن الاختراق الذي تقوم به الجهات الأمنية في الضفة يأتي ضمن استغلال الإمكانات المتوفرة من أموال الموازنة العامة للسلطة مقابل تنفيذ مهام أمنية قذرة.
ولفت إلى أن الجهات الرسمية في السلطة ممثلة في وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية وراء محاولة اختراق حسابات مواطنين وصحفيين وحقوقيين، وانتحال هوياتهم، وتنفيذ أجندة أمنية.
وبين أن شركة "فيسبوك" تقع عليها أيضا إلى جانب إفشال عمليات التجسس والاختراق لحسابات مستخدميها ملاحقة الجهات التي تعمل على اختراق الحسابات بمن فيهم مرجعياتهم الرسمية.