التغذية الصحية المتوازنة تحفظ الجسد سليمًا معافى، وأي سوء في عملية التغذية سيلحق ضررًا بالوظائف الحيوية للجسم، وسيكون الأمر مضاعفًا في حال كانت المرأة حاملًا لأن جسمها يكون ضعيفًا، إذ يأخذ الجنين ما يحتاج إليه لإتمام عملية نموه من مخزون الفيتامينات والمعادن لدى أمه.
والصيام في شهر رمضان نعمة للحامل وغيرها وليس بنقمة، ولكنها تحتاج إلى جرعة أكبر من المكملات الغذائية والتركيز على أطعمة غنية بالمعادن والألياف والبروتين، لا سيما إذا كانت مصابة بفيروس كورونا.
تبين رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى غزة الأوربي د. ميرفت حماد أن الحامل يجب أن يكون نظامها الغذاء متكاملًا، فهي تحتاج إلى طاقة أكبر وتغذية للجنين، لتغطي النواقص التي يستمدها من جسمها.
وتوضح حماد لصحيفة "فلسطين" أن الصيام يعرض الحامل لحرق السكر وإرهاق وتعب، لذا يجب عليها تأخير وجبة السحور وانتقاء ما يحتاج له جسمها من الكربوهيدرات والبروتين والدهون، والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف كالخبز الأسمر، والخضار، والفواكه، والأفوكادو، والفول، والحمص، والبيض، والطحينة، وزيت الزيتون، وزيت السمسم، والألبان، والحليب.
وتنصح بالابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على نسبة أملاح مثل البقدونس والبندورة.
أما على وجبة الإفطار فتدعو حماد إلى البدء بشرب كأس ماء، وتفادي تناول العصير المحلى بكمية كبيرة من السكر، ويمكنها تناول حبة فاكهة أو تمر لتنظيم عميلة إفراز الأنسولين، ثم طبق سلطة الخضار، والشوربة لأنها تمد الجسم بكمية كبيرة من السوائل، وإضافة بروتين من اللحم، أو السمك.
وتحذر الحامل من تناول المخللات والمقالي والنشويات التي تهضم بسرعة وتعطي شعورًا بالجوع، مشيرة إلى أنها يمكنها تناول ثلاث وجبات خفيفة من صحن فاكهة، أو مكسرات.
وتلفت حماد إلى ضرورة التقليل من الحلويات، مضيفة: "وإذا تناولت كمية قليلة منها فلتشرب الأعشاب كالينسون، والبابونج، والزنجبيل، وتتفادَ القرفة أو الشومر لأنهما يعملان على إجهاض الحمل".
وفي حال إصابة الحامل بفيروس كورونا تقول حماد: "لا يحبذ الصيام لها، لأن الجسم يكون في حالة جفاف وتنخفض مناعتها، وتحتاج إلى كمية كبيرة من السوائل".
وتشير إلى أن الحامل تحتاج إلى أغذية ومشروبات لرفع المناعة، كالزنجبيل، والتركيز على البروتينات في طبيخها، مع شرب حليب دافئ مع عسل، وتناول شوربات مع خضار، وطبق خضار مضاف إليه الفلفل الحارق، والبصل، والفلفل الحلو، ولا استغناء عن الماء، وتحتاج إلى مكملات غذائية كأقراص فيتاميني د، وسي، والزنك.
وتؤكد حماد أن الحامل المصابة بكورونا يجب أن تتعرض للشمس، مع ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة.
وفي حال كانت تعاني التهابات في جهازها التنفسي وضيق تنفس تنصحها بأن تصنع مشروبات دافئة من الزنجبيل، والينسون، والشومر، والقرنفل، واستخدامها تبخيرة لترطيب الأغشية المخاطية، والشرب منها ثلاث إلى أربع مرات في اليوم.
وتحث حماد الحامل المصابة بكورونا على الابتعاد نهائيًّا عن السكريات، والمشروبات الباردة، التي تؤثر سلبًا وتزيد وضعها سوءًا.
