قائمة الموقع

زهرةٌ رمضانية (4-6)

2021-04-22T15:26:00+03:00

4) الدُّنيا امتحان

لقد أكدت شريعة الإسلام أن ابتلاء الناس لا بديل عنه، لماذا؟ قال السادة العلماء: حتى يأخذوا أحبتهم للنوازل والمصائب والأحداث المتوقعة وغير المتوقعة، فلا تذهلهم المفاجآت فيخضعوا ويضرعوا ويذلوا لها.

والابتلاء بهذا المعنى هو امتحان يومي لخلق الله (تبارك وتعالى)، ولا بد من شحذ الهمم والطاقات للنجاح فيه، وامتحان الدنيا التي نعيش ليس شعرًا يُنشد أو دردشات هنا وهناك؛ بل المظالم التي تجعل قومًا يغزون، يبطشون، يقهرون، يحرقون، ويدنسون، وآخرين يخافون فلا يأمنون، يدافعون فتصيبهم جراحات الدنيا وهم يبحثون عن حقوقهم المنهوبة السليبة.

في رمضان الاجتهاد يجب أن ننجح بامتحان الحياة.

5) علّة الابتلاء

إذا أصابك المرض، أو خسرت مالك، أو لم تجد عملًا، أو شردتك الدنيا: خلافات زوجية وطلاق، أو موت القريب والحبيب، والوالد والأم، وربما الوليد.

هنا يأتينا كما البلسم النص الديني والخطاب الإسلامي الجليل العظيم؛ ليدعونا إلى الرضا والتحمل والتوكل، فهل هذا يعني أن الإسلام الذي ننتمي إليه يمجد الآلام لذاتها، ويكرّم الأوجاع والأوصاب والعثرات؛ لأنها أهل للتكريم؟! كلا وحاشا.

وإنما يحمدُ ربنا عز وجل لأهل البلوى والمتاعب والمصائب والأوجاع رباطة جأشهم وحسن يقينهم بخالقهم، هذا ما قاله العارفون بالله.

الله الحنان كرَّم المنتصبين لأعراض الدنيا وواساهم قرآنًا يُرتل إلى قيام الزلزلة بقوله: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" [البقرة: 155]

في رمضان التوكل نسأل الله العفو والعافية.

6) النعمة

"إننا نعيش في زمن القرف" مقولة تنتشر بين الناس، انتشار النار في الهشيم، وتفعل فعلها وكأنّها السحر الأسود! هذه العبارة المريضة تجد لها مكانًا في سلوك الناس -إلا من رحم ربي- في تفاعلهم اليومي، وتنشر طاقتها السلبية في أفهامهم، وتنسي الإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم -وربما ترغمه على ذلك- تجاهل وتجاوز الشكر والحمد والامتنان والعرفان لله رب العالمين الذي يغدق علينا أينما كنا نعمه ظاهرة وباطنة!

نعم، لا ينكر صعوبات الحياة ومتطلباتها المتكاثرة يومًا بعد آخر إلا أحمق سفيه، ولكن هذا لا يعني أن نحول حياتنا تحت ضغوطات العيش إلى قرف وجحيم! تذكروا نعمة الإسلام، نعمةَ ستر العيوب والذنوب، نعمة القلب ينبض مستقبلًا الصباحات الجديدة، نعمة العائلة في فلسطين الرباط التي يشتهيها عشرات الملايين من المسلمين فلا يستطيعون إليها سبيلًا.

في رمضان العطية المهداة علينا أن نعيش الشكر.

اخبار ذات صلة