قائمة الموقع

ريان وجدو (9) كيف أتفوق؟

2021-04-21T15:40:00+03:00

غدًا لدى ريان امتحان في مادة الرياضيات، ومع ذلك لم يفتح كتابه ولا يزال في حقيبته المدرسية، وكل الذي يفعله هو الدعاء بالنجاح والتفوق دون أي دراسة.

وكلما طلبت منه والدته أن يدرس قال: "الدعاء أهم من الدراسة، بالدعاء سأحصل على علامة كاملة".

هذا الأمر لم يعجب أم ريان، لأن الله تعالى علمنا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الأخذ بالأسباب، والدراسة هي جزء من أسباب النجاح والتفوق.

لقد دار الحديث على مسمع جدو الذي وافق والدة ريان في فكرها، فأخذ يفكر بالطريقة التي تتناسب مع ريان حتى يوضح له ما المقصود بالأخذ بالأسباب.

وبمجرد أن نادى جدو ريان حتى أخذ يقفز وهو في قمة السعادة، ويجيب: "يا عيون جدو يا حبيبي"، الأمر الذي يسعد جدو ويرد عليه: "يا قلب جدو يا ريان".

ومثل عادته لا بد أن يلاعبه ويمازحه قبل الحديث عن شيء، وهذه المرة كان يحمل بالونات ملونة جميلة في جيبه، فأخرجها وأخذ ينفخها مع حفيده ويطيرانها وصوت الضحكة الجميلة يرن في أرجاء المنزل.

وبعد وقت قصير من اللعب قال جدو: "الآن جاء وقت الدراسة؛ فغدًا عليك امتحان وأريدك متفوقًا في دراستك، وفي كل شيء في حياتك".

في هذه اللحظة بادر ريان بالسؤال: "ولماذا الدراسة؟ فأنا أسأل الله تعالى الحصول على العلامة الكاملة بالامتحان".

هنا جدو حمل حفيده ووضعه على حضنه الحنون، وأخبره أن الأخذ بالأسباب عبادة، إلا أن ريان لم يفهم معنى ذلك.

فأخذ يتحدث على مسامعه بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أراد الهجرة من مكة إلى المدينة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بأخذهما بالأسباب، إذ إنهما مكثا في غار ثور ثلاثة أيام قبل الذهاب إلى المدينة حتى يخف البحث عنهما، وفي أثناء الطريق سلكا طريقًا غير المعتادة حتى تمحى آثارهما فلا يستطيع تتبعهما أهل قريش.

أريت يا ريان رغم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتيقن بأن الله تعالى يحفظه أخذ بعبادة الأخذ في الأسباب؛ فقد فعل كل ما بوسعه فعله حتى يكمل طريقه إلى المدينة دون أن يعترضه أهل قريش.

في هذه اللحظة يبدو أن ريان فهم معنى الأخذ بالأسباب، فأسرع إلى حقيبته وأخرج كتاب الرياضيات وعاد به إلى حضن جدو وهو يحل المسائل.

"يا ريان، حينما نريد فعل أي شيء لا بد أولًا أن نتوكل على الله تعالى، ونتيقن أن الأمر بيده ونسأله تحقيق الأمر الذي نريده، ونعمل قدر المستطاع بفعل الأمور المتعلقة به".

أخذ ريان يستمع لجدو بكل اهتمام، وهو يتحدث إليه: "وحينما يفعل الإنسان كل ما بوسعه تكون ثمرة الأخذ بالأسباب بأمر من الله تعالى، فأنت يا ريان المطلوب منك التوكل على الله تعالى، والدعاء والدراسة، أما النتيجة فهي من الرحمن الرحيم".

 

اخبار ذات صلة